شيء غريب ومزعج تواجد آلاف الورش ومسالخ وحظائر أغنام في الصناعية، هذه التشكيلة الثلاثية لو أبدع برسمها فنان تشكيلي لقلنا أنه شيء مبالغ به، ولكنه الشيء المؤكد على الطبيعة، فالمكان المنطقة الصناعية والزمان هو الحاضر المنظور بالفوضى الضاربة بهذه الخدمات المتداخلة في بعضها وبمكان واحد يعج بالبشر والازدحام، وهذا بحد ذاته يشكل خطورة على هذه الثلاثية المتنافرة المتناثرة، خشية من حريق وغيره، والتي يجب تنظيمها تنظيما يجعل من رحابة المكان وراحة الإنسان خلق أجواء سليمة نقية بعيدة عن التلوث البيئي. وإلا ماذا نرى من تواجد ورش إصلاح السيارات وورش الحدادة وورش الألمنيوم وورش المناجر الخشبية ومبيعات قطع غيار السيارات ومبيعات الخردة ومبيعات مواد البناء للبويات ولوازمها وهناقر المستودعات التي تحول البعض منها لمقاه، وما ينبعث من هذه الورش من روائح الزيوت التالفة وبويات الرش لأعمال الحديد والأعمال الخشبية، وما ينبعث من روائح المسالخ وحظائر الأغنام، كل ذلك يعود على تلوث المكان ومضرة الإنسان. هذا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الشيء المهم إن لم يكن الأهم، وهو ما تشكله هذه الحالة المخجلة في الصناعية من ضجر واستياء عند السكان القاطنين في هذه المنطقة التي أحاطت بيوتهم وعمائرهم السكنية، كان الله في عونهم. وعلينا أن نتخيل كيفية تعايش السكان مع الضجيج وصعوبة ما يتلقونه من إقلاق راحة لهم، وهم الذين بأشد حاجة للدعة والراحة والهدوء في مساكنهم التي ابتنوها ومن حقهم الراحة بها دون مضايقة من الغير،حينما شملهم التمدد والزحف التوسعي بورش الصناعية. وربما يسأل سائل: ماهي المشكلة طالما هي منطقة صناعية تحتوي على هذه المجاميع من الورش؟ وأقول إن المشكلة تكمن كونها تقبع داخل أسوار المدينة وما تسببه من ربكة وإزعاج، بينما الشيء المتعارف عليه أن المدن الصناعية للورش يجب أن تكون خارج المدن الآهلة بالسكان و في منطقة معزولة يقصدها أرباب المصالح، لذلك يجب أن تتبنى الأمانة مسألة إيجاد المكان الملائم لها وتبني هذه الورش وتقدمها بأجور رمزية لهؤلاء الصناع المهنيين من المواطنين، بذلك تفيد الأمانة المواطن وبدورها تستفيد من ريع الإيجارات للصرف على أعمال الصيانة لهذه المدينة الصناعية، التي لو أقول لو عملت الأمانة جاهدة على إنشائها وفق أساليب حديثة لأتت الخدمة مبسطة ومريحة للمؤجر والمستأجر،المستأجر الذي أنهكته أجور هذه الورش المبالغ بها والذي بدوره المستأجر رفع من أجور إصلاح ورشته. أقول ذلك وليس لي بالصناعية أية ورشة أو غرشة عطر تقيني من روائح الزيوت والبويات التي تزكم النفوس وتحشر الصدور، حينما أدخلها وقد أجبرتني الظروف للوصول لورشة أو لمحل من محلاتها، التي تحيط بها أرتال السيارات الخردة المغبرة المكتظة بشوارعها الفرعية، ناهيكم عن الحفريات والمياه الراكدة الآسنة وتسرب الزيوت فيها. والسؤال الملح للأمانة لماذا لم يتم نقل هذه الصناعية الحافلة بالورش المتهالكة خارج أسوار المدينة ؟ وفق مخطط حديث، مثلما كانت الحال عليه في نقل حلقتي الأغنام والمسلخ ومبيعات الفحم والحطب والدواجن، التي نقلت لجنوب جدة، لا أقول ذلك ليتم نقل الصناعية لنفس المكان. وإنما ما قصدته هو البحث عن المكان المريح الآمن الأنيق الذي يليق بمنطقة صناعية، مثلما هي الأناقة والاهتمام بالأحياء والشوارع المحيطة بالعروس التي تحتضن بحرها وكورنيشها الجميل،فهل من سبيل لمنطقة صناعية جميلة؟ هذا هو ما يتأمله ويؤمله المواطن. للتواصل إرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو زين 737701 تبدأ بالرمز 263 مسافة ثم الرسالة