خلق قرار أمانة العاصمة المقدسة بنقل 200 حظيرة للأبقار والجمال من منطقة العسيلة إلى موقع المجزرة الجديد المجاور لمخطط الخضراء أزمة مع السكان، الذين اعتبروا وجودها بالقرب من المخطط سببا رئيسيا في هبوط أسعار الأراضي، رغم الموقع الاستراتيجي للمخطط وقربه من المشاعر المقدسة. وفيما صعد السكان شكواهم ومطالبهم بنقل الحظائر، تعهدت أمانة العاصمة المقدسة بتنفيذ معالجة دائمة للروائح المنبعثة من الحظائر التي تعتزم الأمانة نقلها إلى منطقة المعيصم جنوب مخططات الشرائع، وردت في خطاب للمجلس البلدي في وقت سابق بعد أن تدخل المجلس كطرف في هذه القضية على خلفية شكوى المواطنين له، والتي طالبوا فيها بنقل المجزرة بعيدا عن حيهم إلا أن الأمانة ردت بأنها ماضية في هذا القرار لعدم وجود موقع بديل، لكنها تعهدت بمعالجة الروائح بشكل علمي بما يضمن عدم تأثر الأحياء الملاصقة لموقع المجزرة. يقول عبيد المقاطي، من سكان حي الخضراء، فيما كنا ننتظر من أمانة العاصمة المقدسة معالجة هذا الواقع المرير الذي نعيشه منذ قرار نقل الأغنام إلى هذه الحظائر، فوجئنا بقرارها بإلحاق الأبقار والجمال للموقع ذاته، بل والتوسع فيه بشكل يلحق الضرر بنا من خلال تدني أسعار الأراضي وانخفاض قيمة إيجارات الشقق، خاصة وأن المشترين والمستأجرين تستقبلهم روائح المواشي الكريهة، ما يدفعهم لتفادي السكن في الحي، وقد قدمنا شكاوى عديدة لأمانة العاصمة المقدسة وللمجلس البلدي ولكن دون جدوى، بالرغم من الأضرار البيئية والصحية التي سيتسبب بها قرار الأمانة. من جانبه قلل رئيس طائفة المواشي في مكةالمكرمة محمد الوذيناني من أهمية تلك الشكاوى ووصفها بأنها غير واقعية، لا سيما وأن موقع الحظائر الحالي مناسب كونه يقع داخل النطاق العمراني وبالقرب من المشاعر المقدسة وهذا مطلب مهم خصوصا في موسم الحج. وأضاف: عند موافقة أمانة العاصمة على نقل حظائر الأغنام من منطقة العسيلة إلى منطقة المجزرة الحديثة في المعيصم عارض سكان الحي المجاور (الخضراء) وتقدموا بشكوى وتظلم من ذلك القرار للأمانة والجهات ذات العلاقة، ووقفت لجنة مشكلة من تلك الجهات ودرست الواقع والأضرار التي قد تلحق بالمواطنين، فلم تجد هناك خطورة من ذلك مطلقا، وتدخل المجلس البلدي أيضا ولم ير ما يتناوله المواطنون خطرا، لذا قررت أمانة العاصمة الإبقاء على الموقع، وقريبا ستلحق حظائر الأبقار والجمال إلى الموقع نفسه. وقال «لا أعتقد أن ثمة خطرا على صحة المواطنين، فالموقع تفصله عن المباني السكنية مسافة تتجاوز 200 متر على الأقل، وكل ما قد يضايق السكان هو الروائح التي تنبعث في المواسم فقط، وهي ليست بالصورة التي يتخوف منها المواطنون، والأمانة لم تختر هذا الموقع إلا بعد دراسات مستفيضة، لذا لا خطورة من وجود تلك الحظائر جوار حي الخضراء.