هي بضع كلمات لم تستنزف منك جهدا.. لم تسلبك وقتا أو عناء.. فقط هي كلمات، لكنها نابعة من حنايا القلب/ معطرة بماء النقاء، مغسولة بأريج الحب، مرصعة بزهور النبل والوفاء، محلقة في سماء الإنسانية وسموها، مخاصمة شوائب التيه والغرور، متناغمة مع كل مقومات النفس السوية وتساميها. ** صحيح بأنها ليست غير بضع كلمات، بيد أن وقعها الكريم كان فيه كل البهاء والحبور والسعادة والامتنان، بما يغمر النفس ويفيض ليملأ ما يتجاوز مساحة تلك الحجرة إلى مساحات أرحب وأعمق في حجرات القلب، وكأنما الحياة بأسرها قد اكتست حلة قشيبة تشع بهاء وسعادة. ** لا يمكن وصف تلك الكلمات.. لكن يكفي أنها لامست شغاف القلب بمنتهى ما كانت عليه من عفوية وعدم تكلف أو انتقائية أو تصنع. ** يكفي وأنت تحتفي بمثل هذا الفعل الإنساني السامي الكريم أن تمعن في ماهية صاحبه وقدره ومكانته، وتستذكر حجم مشاغله ومسؤولياته، وما تفيض به سيرته المترعة بغزير العطاء والتميز، وعلى الجانب الإنساني ما لا حصر له من المبادرات التي تقدم متوجة بالتواضع والأريحية. أقول يكفي وأنت تحاط بهذا السمو الإنساني الذي يجسد خصال وسجايا من حباهم الله بقيم الخلق الكريم، وأنار بصائرهم لجعلها ديدن حياتهم في كل أحوال الحياة. لذلك لا يستغرب على كل نموذج إنساني ناصع وأصيل على هذا النحو عندما لا تزيده وجاهة الحياة إلا دماثة خلق وعظيم حلم وتواضع. ذلك لأن هذا الخلق الكريم جزء لا يتجزأ من تركيبة هذا الأنموذج الفاضل. وفي المقابل، لا تزيد هذه الأخلاق صاحبها إلا رفعة وقدرا وحبا في قلوب الآخرين في مختلف جوانب حياته، بما فيها الجانب المعني بوجاهته أو حتى «نجوميته وبرستيجه»، وهذه المحصلة الإيجابية هي ما يؤكد حقيقة أن «من تواضع لله رفعه». ** وهذه الحقيقة السامية هي وبكل أسف وأسى ما يغفلها ويتغافل عنها بعض من أصبحوا من النجوم والمشاهير، فيرى من منظور وهم وخيلاء النجومية أن عليه عمل كل ما في وسعه للتنكر والانسلاخ من كل من أصبح «يعيب» نجوميته واسمه وشهرته، يحدث هذا الاقتراف في حق من هم أكبر وأهم من أصدقاء (ما قبل الشهرة)، صدق أو لا تصدق بأنه يحدث في حق من هم من لحم ودم بعض «السادة النجوم».. والله من وراء القصد. تأمل: المرض البدني عافية وسقوط القيم هاوية. فاكس: 6923348 للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 124 مسافة ثم الرسالة