• ثمة من يعملون ويبذلون الغالي والنفيس من أجل الخروج بعمل يحققون به أهدافهم حسب ما يعتقدون بأن ذلك أقصى درجات الطموح، لكن يجب أن لا نغفل أن هناك معايير ذاتية نستطيع من خلالها الحكم على هوية ذلك العمل، والذي عادة لا يخرج عن صور اعتبارية منها العمل التقليدي والمكرر، والذي يقوم به عامة الناس ممن يعيشون معنا ويتنفسون هواءنا، إلا أن تلك الأعمال لا تصنف بالمؤثرة بمعنى (إذا نفذت أو لم تنفذ فإنه لا يحدث فرق في تركيبة العمل)، وهناك من الأدوار الإبداعية التى لا يجيد إتقانها إلا القلة من ذوي الموهبة الفطرية التى منحها الله سبحانه وتعالى إياهم ومن يتقن هذا الدور فقد أوتي خيرا كثيرا. • وملاعبنا الرياضية تزخر بالعديد من اللاعبين المبدعين و(المؤثرين)، والذين يحرصون على ترك بصمة فنية تسهم في تغيير نتيجة مباراة أو تحديد اتجاه بطولة، ففي حضورهم نلمس المتعة، وبغيابهم تتجرد كرة القدم من خصائصها الساحرة، فنوعية هؤلاء اللاعبين يأتون بالتشويق من رحم المستديرة لتسطع نجومية خاصة صنعت وسجلت تحت بند الحريف، وفي حضرتهم يحضر الإنجاز.. والتاريخ.. والأفراح، ويمرر من بين أقدامهم جنون كرة القدم لتسكن قلوب محبيهم. • فاللاعبون المؤثرون والمبدعون لحد الإشباع كثيرون لا تمل ولا تكل من مشاهدتهم، فتختلف الألوان ويبقى العشق واحدا. • عودة محمد نور إلى بعض مستواه هو الرابط الروحي لتلاحم الفريق الاتحادي لتعاد معه نغمة الانتصارات التى هزت أركان النادي الثمانيني، فبقدر ما أحضر الاتحاد من لاعبين أجانب ظل نور الرقم الصعب للاتحاد وهمزة الوصل بين المنصات ومعانقة نادي الوطن لها، فكلما جاءت عودته قوية اقترب الاتحاد من البطولات، وكلما زرعت العراقيل أمامه تدحدر فريقه، فقد شاهدنا كيف كان محمد نور مؤثرا في نتائج الاتحاد، بل أصبح التيرمومتر الذي يقاس به حضور نمور آسيا من عدمه، فعودة محمد نور من المؤكد هي عودة مؤثرة. • خروج ويلهامسون، وهو أيضا عنصر مؤثر في الكتيبة الزرقاء، والعصا السحرية التى يطرق بها جيرتس أبواب الأندية المنافسة للهلال، حتى تمكن من فتح جميع منافذها، جاء خروج الفتى الأشقر ليفقد فرسان عبدالرحمن بن مساعد أسرار القوة الخفية التى تدفع بهم إلى مقدمة السباق على الدوام؛ ليظهر الهلال في لحظة كسوف لا يستطيع أن يحقق ما يريده إلا بشق الأنفس برغم أنه مدجج بالنجوم، لكن من يؤثر ومن يصنع الفرق!! بات خارج الخدمة. فالهلال الذى تعودنا عليه يصول ويجول بدوري زين غدت أوراقه تحترق كثيرا من أجل تجاوز من يصغره تنافسيا، فخروج ويلهامسون من المشهد الهلالي خروج مؤثر. • طارق التائب لاعب خمسة نجوم، يلاحقه شعاع التألق في حله وترحاله، أضاف للهلال ومن ثم الشباب وقبلهما قائمة تطول من الأندية في مشارق الأرض ومغاربها ما لم يضفه أباطرة الكرة، ونالت من إبداعاته جانبا جميلا، كان مميزا في إطلالته الأولى مع الأبيض الشبابي إلا أن الإطلالة البهية لم تدم طويلا، حيث تلاشى شعاع التائب خلف ضبابية الإصابة؛ لتسقط المتعة من منازلات فرقة البلطان في الجولات المفصلية، وتسجل خروجا مؤثرا لطارق التائب. • وقفة • وصف علاقة المواطن بوطنه بقدسية علاقة المسلم بربه.. سقطة في برنامج خط الستة.