ليسمح لي وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد لشؤون التلفزيون (المهندس صالح المغيليث) أن أطرح رأيا وبعض التساؤلات، إزاء حديثه لصحيفة الحياة (1 ربيع الآخر 1431ه، ص 36) حول إطلاق التلفزيون ما أسماه «النسخة السعودية من المكعب الإنجليزي»: أولا: لا أعتقد أن البرنامج يمكن أن يندرج ضمن «الخطة الطموحة الموضوعة لتطوير شبكة التلفزيون السعودي»، فهو برنامج مستنسخ بالمسطرة من التلفزيون البريطاني، ونقله إلى التلفزيون السعودي لا يعد تطويرا له. ثانيا: إن عرضه على المشاهد السعودي مسألة تحتاج إلى نظر، إذ من الثابت إعلاميا أن برنامجا نجح في مجتمع ما، ليس بالضرورة أن ينجح في مجتمع آخر. ثالثا: لا يمكن القول: إنه «برنامج ناجح»! ما لم تكشف عن ذلك دراسات علمية إعلامية موثقة، وهو ما خلا منه حديث «المهندس المغيليث». رابعا: لا أعتقد أن إطلاقه من التلفزيون السعودي أهم من إطلاق برامج سعودية الأصل والمنشأ والولادة، تكرس ما نصت عليه السياسة الإعلامية السعودية، وتفسر الأحداث على الساحة الاجتماعية السعودية، وتوعي المتلقين بها، وتوضح أبعادها، وأهدافها، ومراميها، إلا إذا كان القصد الافتتان بالمستورد من البرامج، وإغلاق الأبواب في وجوه برامج محلية، لصالح برنامج مسابقات إنجليزي، وصفه «المهندس المغيليث» بأنه «يتميز بالإنتاج الضخم والمكلف، ويعتمد على تقنيات عالية، لإنتاج صورة بصرية ترتقي إلى طموح مشاهدي القناة الأولى». ولا أرى مبررا لما أسماه «الإنتاج الضخم والمكلف» على برنامج مسابقات مأخوذ من مصدر خارجي، أليس في الأفكار التي تطرحها مؤسسات الإنتاج السعودي ما يغني عن «الإنتاج المكلف والضخم»؟ وهل هناك ضرورة لإنفاق جزء من ميزانية التلفزيون السعودي على برنامج مسابقات مستورد؟ وأين الإنتاج المحلي، الذي من شأنه توفير المال العام، وفق الإدارة الرشيدة للدولة؟ وإدراك معنى الأرقام الصغيرة والكبيرة التي تصرف على الإنتاج الخارجي «المكلف والضخم»؟ وعلى ماذا؟ على «إنتاج صورة بصرية ترتقي إلى طموح مشاهدي القناة الأولى» وكأن كل ما يتوخونه هو: مجرد صورة بصرية، أما المضمون، أما الفكر، أما الثقافة، أما استقاء البرامج من البيئة السعودية، فكله إلى أجل غير مسمى، وهو ما أرى ألا ضرورة له، إلا إذا كان التقليد سيصبح النمط السائد في برامج التلفزيون، واستبعاد العناصر البشرية السعودية، القادرة على مد التلفزيون بمضامين اجتماعية وثقافية من البيئة السعودية. خامسا: يخطئ المهندس «المغيليث» إذا اعتقد أن ما يهدف إليه البرنامج هو: «الصورة البصرية» و «كاميرات فريدة من نوعها في العالم» لكنني أوجد له العذر بوصفه فنيا، له جهود مميزة في هذا المجال، ومن ثم فمن البديهي أن يهتم بالجانب الفني في الإنتاج البرامجي. سادسا: لماذا ينقل متسابقون سعوديون «إلى بريطانيا مع أفراد من عائلاتهم»؟! أليس في أستديوهات التلفزيون السعودي «تقنيات متقدمة، و «كاميرات فريدة»؟، وإذا كانت غير متوافرة فما الذي يمنع التلفزيون السعودي من توفيرها، وتقديم برنامج مسابقات سعودي، من استديوهاته في: الرياض، أو الدمام، أو جدة، أو أبها، وليس من لندن؟ سابعا: أخشى إذا استشرى الإنتاج البرامجي التلفزيوني «المكلف» و «الضخم» والمعد في الخارج، أن تصبح برامجه منتجة خارجيا، وفي ذلك هدر للأموال، وضخها في جيوب شركات إنتاج خارجية، وتعطيل للقوى البشرية السعودية برامجيا وفنيا، وخروج على السياسة الإعلامية السعودية التي نصت على «النهوض بالمستوى الفكري والحضاري والوجداني للمواطنين، ومعالجة المشكلات الاجتماعية وغيرها، والحض على احترام النظام وتنفيذه عن قناعة». [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة