أكد مدير عام الشؤون الصحية في منطقة نجران الدكتور يحيى بن محمد آل شويل، حرص إدارته على اتباع الإجراءات النظامية في التعامل مع القضايا التي تعنى بحقوق المرضى، جاء ذلك في بيان للشؤون الصحية أمس الأول، على خلفية ما نشر في بعض الصحف أخيراً حول (الجانب القبلي في قضية وفاة طفل). وأوضح الدكتور آل شويل، أن صحة المنطقة أحالت القضية إلى الهيئة الصحية الشرعية في عسير بتاريخ 9/ 1/1431ه وفقاً للتعليمات واللوائح المنظمة والتي تقضي استمرار النظر في الحق العام من قبل الهيئة الصحية في حالة تنازل الشاكي عن حقه الخاص. وأشار آل شويل، إلى أن التحقيقات التي أجريت مع المعنيين الذين زاروا والد الطفل وهم موظف إداري وطبيبان فقط، ولم يكن من بينهم استشاري كما ذكرت بعض الصحف، وأن التحقيق لم يثبت فرضية وجود ترتيب مسبق من الأطباء لطلب التنازل من والد الطفل، والقصد من الزيارة كان تقديم واجب العزاء بناء على ما أوضحه والد الطفل للموظف الإداري في محادثة هاتفية، حيث أبدى عتبه لعدم تقديم العزاء له من قبل الأطباء المعالجين لطفله المتوفي. ويضيف: «لم يكن هناك اعتراف من الأطباء أثناء وجودهم في منزل والد الطفل بوجود خطأ طبي أو قصور في التعامل مع حالة الطفل المتوفي، ولم يطالب الأطباء والد الطفل بالتنازل عن القضية إطلاقاً، وأنهم لم يقدموا عرضا ماليا أو غيره من العروض»، كاشفاً مطالبة الأطباء بحقهم الخاص لتعرضهم للتشهير والافتراء، ورغبتهم في الاستمرار في مناظرة القضية أمام الهيئة الصحية الشرعية حسب النظام. في المقابل، نفى والد الطفل المتوفى المواطن حسن راشد آل حشوان، اتصاله بالموظف الإداري لطلب تقديم العزاء، كما جاء في بيان مدير صحة نجران بعد مرور أربعة أشهر من وفاة ابنه، مؤكدا أن الموظف الإداري هو من حضر إلى والده الطاعن في السن لطلب العون منه ومعه الوسيط في القضية ناصر مهدي آل بحري، مشيرا إلى أن الأطباء الذين حضروا كان من بينهم الاستشاري الدكتور محمد محسين والدكتور مجدي القوزي، حيث عرضوا عليه مبالغ مالية باهظة مقابل تنازله عن حقه الخاص. وبين أنه رفض العرض، وطالب الأطباء بإيضاح حقيقة وفاة ابنه، حيث اعترفوا أمام الجميع بأن ابنه تعرض لإهمال وتقصير من قبلهم، وهناك تسجيلات صوتية وصور عند بعض الإعلاميين في المنطقة تثبت صحة كلامه، إضافة إلى شهود عيان مستغربا إصرار مدير صحة نجران بتبرئة الأطباء في وفاة ابنه يحيى. واعتبر آل حشوان، أن تصريح مدير الشؤون الصحية، دليلاً قاطعاً على دعمه للأطباء في ارتكاب الأخطاء الطبية والتهاون في أرواح البشر، مشيرا إلى تراجعه عن التنازل وأنه بصدد رفع شكوى إلى المحكمة العامة في نجران للنظر في القضية شرعا، وقال: «سوف أسحب غدا تنازلي، خصوصاً وأن لدي شهود وتسجيلات باعتراف الأطباء في التسبب في وفاة ابني نتيجة الإهمال والتقصير». إلى ذلك، أكد ل«عكاظ» الوسيط في القضية ناصر مهدي آل بحري، تنازل المواطن حسن راشد آل حشوان عن القضية برمتها، دون مقابل، مشيرا إلى أنه أدار الحوار بين الأطباء ووالد الطفل المتوفى، حيث اعترف الأطباء بأن الطفل تعرض لإهمال وتقصير من قبلهم، ويضيف: «التنازل جاء عقب اعتراف الأطباء».