بحثت اللجنة الاستشارية لمؤتمر فكر 9 في مقر مؤسسة الفكر العربي في بيروت أخيرا، العناوين والمحاور التي سيطرحها المؤتمر الذي سيعقد في يناير 2011 في بيروت، وأبرز ما جاء في جلسة الاجتماع الأولى تأكيد ضرورة إيجاد رؤية استشرافية لمستقبل الوطن العربي، وما ينتظره من تحديات، منها التغيير في الذهنية والمقاربات لمواضيع تتعلق بالتعليم، والمواطنية، والأمن والبيئة والطاقة البديلة، والمياه وتمكين المرأة والشباب، وأيضا التغييرات الجيوسياسية والسيناريوهات المحتملة في المنطقة. ورأس الاجتماع التحضيري الأول صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد الفيصل رئيس اللجنة التنفيذية لمؤتمرات فكر، وعدد من المستشارين والخبراء والمراقبين، و«شباب فكر» من مختلف البلدان العربية. أديرت الجلسة بشكل تفاعلي طغى عليها العصف الذهني والنقاش وتبادل الآراء فيما بين الحضور. وأفادت الأمينة العامة المساعدة لمؤسسة الفكر العربي الدكتورة منيرة الناهض «أنه على الرغم من أن المؤسسة تفرد مؤتمرا خاصا بالتعليم، إلا أن أي شيء مرتبط بالتغيير فإنه بالتالي مرتبط بالتعليم». وأبرز الحضور أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسة في إيجاد الأرضية والزمان والمكان لتلاقي أبناء الوطن العربي للبحث والتفكير بصوت مرتفع بعيدا عن الصراخ أو التصارع في قضاياه ومستجداته وتحدياته، وأيضا كرابط بين عالم الأعمال وعالم الفكر، وكوسيط حضاري بين النخبويين وصناع القرار من جهة، وبين الجهة الجماهيرية والمؤسساتية المستهدفة والشباب. ورأى أمين عام مؤسسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبد المنعم أن قضية التنوع في الوطن العربي من أهم القضايا التي تنتظرنا، معتبرا «أن مستقبل أولادنا يتوقف عليها». وقال الأمين العام المساعد لمؤسسة الفكر العربي والرئيس التنفيذي لمؤتمرات فكر حمد العماري «إن أمام فكر 9 تحد جديد يتمثل بمحاولة تعزيز موقع العرب على الخريطة العالمية، وتسليط الضوء على الدور الذي يمكن أن تلعبه الطاقات العربية الهائلة كمصدر إلهام للعالم أجمع». وعرض العماري مجموعة أهداف المؤتمر المقبل وتشمل: «حث العالم العربي على إعادة خلط أوراقه لرسم صورة جديدة لهويته، وإدراك الكم الهائل من طاقاته الإبداعية والعمل على تنميتها، بث روح الإيجابية فيما بين الشعوب العربية لبناء مستقبل أبنائها، محاولة جادة لخلق توجه جديد في المنطقة العربية نحو احتلال مراكز قيادية، وصناعة قرارات فعالة على الساحة العالمية، إلهام الجيل الشاب من خلال تسليط الضوء على إنجازات وقصص نجاحات الرواد في الوطن العربي، والاحتفاء بإنجازاتهم، وتعيين التحديات الجادة النابعة من أصل المنطقة». ويأخذ المؤتمر شكل الجلسات الحوارية التي تضم الخبراء، ورش العمل أو المقاهي العالمية، إضافة إلى اقتراح إقامة معرض على هامش المؤتمر، تعرض فيه قصص النجاحات الفردية، على أن يصار إلى تقييمها من قبل لجنة متخصصة. وحدد موعد آخر لتقديم اللجنة الاستشارية المحاور بناء على مناقشات هذه الجلسة إلى 15 من يونيو (حزيران) المقبل.