عقدت مؤسسة الفكر العربي في مقرها في بيروت الاجتماع الأول للجنة الاستشارية لمؤتمر «فكر 9» برئاسة الأمير بندر بن خالد الفيصل، رئيس اللجنة التنفيذية لمؤتمرات فكر، وعدد من المستشارين والخبراء والمراقبين و «شباب فكر» من مختلف البلدان العربية من بينها اليمن والبحرين ولبنان والسعودية والكويت وتونس وعمان. ويصادف «فكر 9» هذه السنة مع العشرية الأولى من عمر المؤسسة ولذلك سيعمل المؤتمر على إلهام العالم العربي بأفكار تثري التقدم والتغيير. اديرت الجلسة في شكل تفاعلي وطغى عليها العصف الذهني والنقاش وتبادل الآراء بين الحضور وذلك لتحديد العناوين والمحاور التي سيطرحها المؤتمر الذي سيعقد في آخر 2010 في بيروت. وأبرز ما جاء في جلسة النّقاش، ضرورة ايجاد رؤية استشرافية لمستقبل الوطن العربي وما ينتظره من تحديات منها التّغيير في الذّهنية والمقاربات لمواضيع تتعلق بالتّعليم والمواطنية والأمن والبيئة والطّاقة البديلة والمياه وتمكين المرأة والشّباب وأيضاً التّغييرات الجيوسياسية والسّيناريوات المحتملة في المنطقة. وأكد الحضور اهمية الدّور الذي تلعبه المؤسسة في خلق الأرضية والزّمان والمكان لتلاقي أبناء الوطن العربي للبحث والتّفكير بصوت مرتفع - «بعيداً من الصّراخ او التّصارع» - في قضاياه ومستجداته وتحدياته وأيضاً كرابط بين عالم الأعمال وعالم الفكر وكوسيط حضاري بين النّخبويين وصنّاع القرار من جهة وبين الجهة الجماهيرية والمؤسساتية المستهدفة والشباب. وتطرّق مؤسس ورئيس مركز «الجسور العربية» في دولة الكويت شفيق الغبرا الى ضرورة استضافة مفكرين وممثلين عن جهات متباعدة للتلاقي على منصة «فكر 9» تكريساً لمبدأ احترام التّنوع في الوطن العربي. وقال ان المؤتمرات التي تقيمها مؤسسة الفكر العربي «تخلق أساس الحوار في قضايا عادة الناس لا تناقشها.» ورأى امين عام المؤسسة سليمان عبد المنعم أن قضية «التّنوع» في الوطن العربي من أهم القضايا التي «تنتظرنا» معتبراً بأن «مستقبل أولادنا يتوقف عليها.» وعرض الرئيس التنفيذي لمؤتمرات فكر مجموعة أهداف المؤتمر المقبل وتشمل: «حض العالم العربي على اعادة خلط أوراقه لرسم صورة جديدة لهويته وإدراك الكم الهائل من طاقاته الإبداعية والعمل على تنميتها، بث روح الإيجابية في ما بين الشّعوب العربية لبناء مستقبل أبنائها، محاولة جادة لخلق توجّه جديد في المنطقة العربية نحو احتلال مراكز قيادية وصناعة قرارات فعّالة على السّاحة العالمية، إلهام الجيل الشّاب من خلال تسليط الضّوء على انجازات الرّواد في الوطن العربي والاحتفاء بنجاحاتهم وتعيين التّحديات الجادة النّابعة من أصل المنطقة.» وأكد مؤسس مركز المواهب الوطنية في السعودية ومدير عملياته عمر مدني ضرورة التّركيز على كيفية تمكين الشّباب والأفراد وتزويدهم الخبرات اللاّزمة لصناعة التّغيير ورفع مستوى الوعي لديهم وإلهامهم بأنهم يستطيعون التّغيير وأنهم يتحملون جزءاً من هذه العملية. ودعا المحاضر عن فئة الشّباب دايفيد منير نبتي من لبنان، الى ضرورة التّركيز على مفاهيم التّجديد والإبداع والتّفكير الانتقادي كعناصر محفزّة لتمكين الشّباب في الوطن العربي لمواجهة التّحديات ومنها التّفكير بكيفية مقاربة موضوع المياه والفنون، والتّفكير بمصادر المعلومات الغنية المفتوحة في عالم الشّبكة العنكبوتية.