لا ألتفت كثيراً إلى العناوين والشعارات والمسميات (المظاهر) بقدر ما يشدني محتوى ومضمون تلك العناوين والشعارات والمسميات، «عيد الأم» لوحة إنسانية وعنوان برَّاق ينبه للتذكير بالأم والاحتفاء بها وهذه عادة تكون لحظات أو ساعات أو أيام ثم ينتهي كل شيء، والأم أكبر من تلك الساعات والأيام وتحتاج للرعاية والعناية بصورة دائمة ولا بأس أن نذكر بذلك؛ لأن الذكرى مطلوبة وقد وجه القرآن الكريم سيدنا موسى عليه السلام للتذكير بأيام الله كما قال تعالى: ( وذكرهم بأيام الله) وأشار كذلك إلى رحمة الله لزكريا في قوله تعالى: ( ذكر رحمة ربك عبده زكريا)، وأمر بالتذكير بشكل عام كما قال تعالى: ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين). والوالدان ذكَّر بهما الله في القرآن كثيرا وكذا النبي عليه الصلاة والسلام، بل في الحديث تحديدا جاء التذكير بصحبة الأم وبرها حيث قال عليه الصلاة والسلام في معنى الحديث ( أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك). ولعل زخم التذكير بالأم مقارنة بالأب يعود لفطرية ذلك في القلوب ولكونها كانت المستقر والمرضع والمغذي والمربي وينبوع الدفء والحنان والعطف فكان لها «نجومية» الاحتفاء عالميا دون الأب. إن ظاهرة الاحتفاء بالقضايا الاجتماعية والإنسانية ظاهرة صحِّية، خاصة عند عدم ربطها بالأعياد وجعلها ومضات «ليزيرية» تذكِّر الناس بأهمية تلك القضايا، لكن الأجمل منها والأكثر إيقاعاً وتأثيراً هو بناؤها بصورة تربوية صحيحة منذ الصغر وإعداد برامج إعلامية تساعد في صحة بنيتها، ولعل أقرب مثل لذلك تبادل العلاقات بين الوالدين والأبناء، فالوالدان لا تكفيهما ورود وهدايا واحتفلات عابرة إنما يبحثان عن الرضا وبالذات الأم يكون عيدها رضاها أي أخذ رضاها، ولذلك فإن الله ربط رضاه برضا الوالدين ولا ينفع أن يكون هناك رجل أو امرأة يعبدان الله وقد امتثلت حياتهما بعقوق الوالدين خاصة الأم، والأم «صيدلية» لصرف الشفاء والسعادة والغنى والحياة الطيبة، وهي وديعة عند أبنائها وبناتها فليدرك الأبناء والبنات مابقي من أيامها وأميل جدا أن يفاجئ الأبناء والبنات أمهم بهدايا وورود واحتفاءات تخصها؛ لأن له وقع جميل على أن يكون ذلك مصاحبا للرضا لا بديلا عنه وأشكر نجوم البيت الخمسة الذين طلبوا مني فجأة أن أكون راعيا لهذه المناسبة لأمهم وقد أدخلوا عليها السرور فعلا فقلت لنهى وأنس وهبة ونهلة وعبد العزيز أين حظي من هذا الاحتفاء والهدايا؟ فأجاب أحدهم بدبلماسية: إلى الآن ليس هناك إقرار عالمي للاحتفاء بالأب إنما هو في أمريكا فقط، وعند الإقرار به عالميا سترى الورود والهدايا والاحتفاء. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 120 مسافة ثم الرسالة