مر المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية أمس، في حالة تراجع كانت في مجملها منطقية نوعا ما، ولم تخرج عن إطار عملية جني الأرباح المتوقعة والصحية في نفس الوقت، وكان الهدف منها فك تضخم المؤشرات الفنية، والتي ألمت به نتيجة تركيز السيولة ومنذ بداية المسار الصاعد على الشراء في الأسهم القيادية إلى حد التشبع وبنسبة ضعيفة، مقابل تجاهل الأسهم الصغيرة، ويتضح ذلك من خلال استباق أسعار أسهم الشركات في الهبوط قبل المؤشر العام، حيث سجل أمس قاعا يوميا عند مستوى 6754 نقطة، ومن السلبية في الهبوط كسره خط 6767 نقطة والذي يعتبر قاع تصحيح فبراير 2006م، وقد تجاوزته السوق ولمدة يومين، وأمس عادت إليه وتم كسره وتداول المؤشر العام أسفل منه وقت طويل، حيث كان من المفترض أن لا يعود إليه إلا بعد إجراء أكثر من ثلاث جلسات متتالية والإغلاق أعلى منه وبحجم سيولة استثمارية تتغلب فيها عمليات الشراء على البيع. إجمالا، جاء الهبوط أمس كمحاولة لتغطية المنطقة التي تجاوزتها السوق بقوى شراء أقل من المطلوب، والممتدة ما بين 6747 إلى 6817 نقطة، والتي تم إيضاحها ولأكثر من مرة من خلال التحليل اليومي، حيث يمكن اعتبار أن السوق مرت بخمسة مسارات، وكان المسار الذي بدأ من عند خط 5919 نقطة كقاع ووصل إلى خط 6817 نقطة كقمة له، فإن ذلك يعني أن المؤشر العام سوف يبحث عن قاع أقل من خط 6700 نقطة، إذا لم يستطع تجاوز القمة السابقة، وسيغير استراتيجيته في التعامل مع كثير من الأسهم وربما يكون المسار الأفقي هو الأقرب لأغلبها، فهناك عدة مناطق تجاوزها المؤشر العام وبسيولة انتهازية وضعيفة في نفس الوقت، بغض النظر عن الارتدادات الوهمية التي سيحققها عند كل خط دعم قوي، حيث هناك عدة خطوط دعم ومنها 6730 ثم 6722 يليها 6700 نقطة، ويعتبر أي ارتداد وهميا، إذا لم يصاحبه أحجام سيولة استثمارية. على صعيد التعاملات اليومية، أغلق المؤشر العام على تراجع وبمقدار 25،70 نقطة أو ما يعادل 0،38 في المائة، ليقف عند خط 6770 نقطة، وبحجم سيولة أقل من ثلاثة مليارات (2،906 مليار ريال)، وبكمية أسهم منفذة بلغت نحو 114 مليون سهم، توزعت على أكثر من 64،7 ألف صفقة، وكانت القيم أقل من قيم الجلسة السابقة، وارتفعت أسعار أسهم 49 شركة، وتراجعت أسعار أسهم 62 شركة، واستقرت أسعار أسهم 27 شركة من بين مجموع 138 شركة تم تداول أسهمها خلال الجلسة، وقد افتتحت السوق جلستها اليومية على تراجع، وكانت السيولة تتدفق ببطء وهذا إيجابي للأسهم التي تقف على أسعار دعم جيدة، فليس من مصلحة السوق ارتفاع أحجام التداول في حال جني الأرباح كما هو الحال في حركة الارتفاع، فلم تتجاوز المليار ريال إلا بعد مضي أكثر من ساعة ونصف الساعة من الجلسة، في حين واصل المؤشر الهبوط إلى مستويات 6754 نقطة، وقبل الإغلاق بنصف ساعة قلص خسائره عن طريق بعض الشركات القيادية الثقيلة. وفي ما يتعلق بأخبار الشركات، أوضح الرئيس التنفيذي لمجموعة أنعام الدولية القابضة المهندس حسان سعد اليماني، أن المجموعة اتفقت على بيع بعض الاستثمارات التي ظلت تكبد الشركة خسائر مستمرة طيلة السنوات الماضية، مشيرا إلى توقيع اتفاقية بيع أسهم وموجودات شركة المواشي الدولية في أستراليا لأحد المشترين بتاريخ 29/3/2010م. ومن المتوقع الانتهاء من الإجراءات القانونية لنقل ملكية الأسهم خلال الربع الثاني من العام 2010م، وسيؤدي هذا الإجراء إلى تحقيق أرباح بنحو ستة ملايين ريال.