لأن الإرهاب ضد المجتمع، ووجه يتداخل فيه عاملان: الديني والفكري، بدأت الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، يوم أمس (الأحد 12 ربيع الآخر 1431ه) المؤتمر الدولي الأول للإرهاب، واختارت عنوانه «الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف» فقد أعاق الإرهاب التنمية، وجعل المجتمعات تمر بظروف مضادة لها، كما حاول منع أي دعوة للإصلاح، وأحكم قبضته على الفئات الصغيرة من الناس، وأعاق تطور الإنسان، فيما تظل الأنظمة السياسية تصدر قرارات ضده، تربطها بعلاقات لا حصر لها مع الدول، وخلّف الإرهاب والفكر الإرهابي خليطا عجيبا من أشكال الاستبداد، جعل المجتمعات تعيش حالات من التأرجح والاختلاط، تدل على أن الإرهاب لم يستوعب دروس التحديث السياسي، والاجتماعي، والاقتصادي، والثقافي، والتنموي، وأعاد بصورة قسرية المجتمعات إلى الوراء مئات السنين، وأدخلها في تيارات متصارعة مع التاريخ، والاجتماع، والسياسة. لقد أضحى الإرهاب والفكر الإرهابي، أكبر معوق للسياسة الرشيدة. أدى إلى: التهديد، والقتل، والترويع، والإيذاء، واستمر الإرهاب في هذه التجاوزات بخطوات متعددة، ولم يكن بإمكان النخب المثقفة، والمؤسسات السياسية، والعدلية، والقضائية التسليم بها، وها هي تحاول تأسيس فكر معاصر ضد الإرهاب، والحماية منه، كي يتحول إلى ذرات لا تستمد فكرها من الدولة العصرية، لأنها ضد الشورى والديمقراطية، وحقوق الإنسان. للفكر الإرهابي جذور في المجتمع السعودي، وله أنصار، ومريدون، وأتباع، ومؤيدون. هذه حقائق لا تخفى على الأعين. لقد حاول الإرهاب تفكيك التلاحم الاجتماعي، وضرب الوحدة الوطنية بجميع معانيها الاجتماعية والسياسية، ومن هنا فإن المؤتمر الدولي الأول للإرهاب يتناول الممارسات التي اتسم بها، ويحدد أفكار معتنقيه، ويحولها إلى بناء إيجابي لمجتمعات جديدة، لا تغيب عنها القوى الاجتماعية والسياسية، القادرة على الخروج من مأزق الإرهاب والفكر الإرهابي، والانتقال بالمجتمعات البشرية إلى قوة دفع حقيقية. [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة