أنجزت وزارة الثقافة والإعلام في عهد الوزير (د. عبد العزيز خوجة) الشيء الكثير، ولعل آخر ما بشر به أن الوزارة تدرس «تأسيس قناة فضائية طبية متخصصة على مدار الساعة، تهتم بالجوانب الصحية والطبية، على غرار القناة الثقافية، وغيرها من القنوات التي أطلقتها الوزارة مؤخرا» ( صحيفة الرياض، 19 صفر 1431ه) وينبغي ألا تظهر إلا بعد تخطيط متأن ومعمق وشامل، بعيد عن الارتجال أو العشوائية. بيد أنني أرى تأجيل ظهور هذه القناة، ففي المجتمع السعودي نسبة كبيرة من الشباب والشابات حتى وصف بأنه «مجتمع فتي» وأن نسبة الشباب فيه أكثر من ( 65%) يعيش معظمهم احتقانا، قد يتحول إلى قنبلة موقوتة إذا لم يعالج، فضلا عن كونهم ضائعين في خضم قنوات فضائية خرجت على المألوف، واتخذت من البرامج الغثة بضاعة لها، ومن المؤسف أن بعض الشباب السعودي غرق في أوحال بعض تلك الفضائيات، التي لا هم لها إلا إشباع الغرائز الجنسية، وإثارة الشهوات، وزج الشباب في أتون حرب طاحنة ضد الأخلاق والقيم، وإعلام على هذا النحو هو إعلام فاسد، ومدمر. يتعرض بعض الشباب والشابات في المجتمع السعودي كل يوم، لما قد يجعلهم منفصلين عن بيئتهم الدينية، والثقافية والأخلاقية. قد يقول قائل: هذا غير صحيح، فهم ليسوا من الهشاشة بمكان للوقوع في حبائل تلك القنوات، وأنا أتفق مع هذا الرأي، لكن هناك مثلا شعبيا يقول «كُثر الزّنّ يفك اللِّحام» أي أن الطّرْق على أبواب الخروج على العادات والتقاليد، يمكن أن يؤتي ثماره، والشباب بَشر، والبشر غير معصومين من الأخطاء، فهل التجديد يعني الخروج على المألوف، ولا يتم إلا من خلال استلاب عقول الشباب؟ في المجتمع السعودي يقف معظم الشباب أمام منعطف خطير، مؤتمرات الحوار الوطني كشفت عن ذلك، والدراسات الفكرية والأمنية حذرت منه، والمفكرون والمثقفون والمصلحون الاجتماعيون طالبوا بمعالجته، قبل أن يتحول إلى مرض فتاك، يتفاقم في حجمه، ويتنوع في صوره، بما يؤدي بدوره إلى إحباط الجهود التنموية، ولذلك فإن قناة فضائية شبابية باتت الآن أكثر ضرورة، توعي الشباب، وترفه عنهم، وتدرأ عنهم الأخطار والمخاطر الاجتماعية والثقافية، وتسهم في إشباع حاجاتهم الضرورية، وتخاطبهم بأسلوب عقلاني رشيد، وتقدم لهم مضمونا راقيا من البرامج، من خلال إعلاميين وإعلاميات يوظفون قدراتهم في إنقاذ الشباب والشابات من الفراغ القاتل المحيط بهم و «الفراغ مفسدة وأي مفسدة» وهو باب خروج على المجتمع، ومصدر فك ارتباط الشباب بقيمهم، وليس ثمة شك أن إنشاء هذه القناة، يجعل الشباب ينصهرون في حضارة بلدهم، لا تتخطفهم طيور فساد، تسلب عقولهم، وتسترقّها. نصت المادة (11) من السياسة الإعلامية السعودية على أن «يرعى الإعلام السعودي الشباب رعاية خاصة، تنبثق من الإدراك الواعي للمرحلة الخطرة التي يمرون بها، ابتداء من سن المراهقة إلى بلوغ سن الرشد، وتُخصص لهم البرامج المدروسة، التي تعالج مشكلاتهم، وتلبي حاجاتهم، وتصونهم من كل انحراف، وتُعدهم إعدادا سليما في: الدين، والخلق، والسلوك» فإذا كانت هذه المطالبة كانت العام 1402ه (1982م) والشباب آنذاك في مرحلة تحول لم تتضح معالمها بعد، أيجوز أن يتم التغاضي عنه الآن. وبعضهم يمارس: العنف، والعدوان، وإدمان المخدرات، وفكر إرهابي يتخطفهم، وسرقة، وسوء تخطيط، وإهمال، وعدم مبالاة بحاجاتهم الأساسية. ماذا يريد الشباب السعودي من إعلام بلده؟ سؤال يُطرح عليهم، وسؤال هم يجيبون عنه، ومن ثم توضع الأجوبة بين أيدي الأكاديميين الإعلاميين السعوديين، والخبراء المهنيين المحترفين، ليضعوا هيكلا برامجيا لمضامين قناة فضائية شبابية، حان الوقت لأن تظهر إلى حيز الوجود، تحسبا لعدم اتساع الثقب على الراتق، وحماية الشباب مما هو قادم، والوزير الذي أخرج إلى النور خمس قنوات فضائية جديدة دفعة واحدة، في غضون أشهر قليلة، قادر على أن يخرج إلى العلن قناة فضائية شبابية سعودية. [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة