تابع الجميع بحزن وأسى الحادث الأليم الذي وقع لأحد المواطنين في طريق عقبة الأبناء في محافظة بلجرشي في منطقة الباحة الأسبوع الماضي، وذلك إثر سقوط مركبته من أحد المنحدرات الشديدة، حيث راح ضحية ذلك الحادث الجسيم خمسة أفراد من أسرته وإصابة ستة آخرين إصابات بليغة، وعزاؤنا في من انتقل إلى رحمة الله، ودعاؤنا بالشفاء لمن أنجاه الله وحسبنا الله ونعم الوكيل. والحديث عن عقبة الأبناء وضيق المسار فيها وخطورة منعطفاتها وافتقادها لوسائل السلامة المرورية حديث ذو شجون، فهذه العقبة ليست أسوأ حظا من عقبتي حزنة وعقبة الملك خالد، وهذه العقبات الثلاث بالإضافة إلى طريق عقبة الملك فهد، المميز حديثا والرائع في تخطيطه وتنفيذه، جميعها تصل مشارف منطقة الباحة في القطاع التهامي والساحلي. وباستثناء طريق عقبة الملك فهد، فطرق السير لتلك العقاب الثلاث تذكرنا بمثلث برمودا في المحيط الأطلسي رغم الجهد المبذول من قبل وزارة النقل في شق المنحدرات والصخور والشعاب.. إلا أنها تفتقد لأبسط قواعد السلامة المرورية، خاصة إذا علمنا أن معظم ذروة السير فيها تكون في أيام تكاد تنعدم الرؤية فيها من شدة الضباب، ومرتادو طرق تلك العقاب أصبح مرورهم منها مخيف ويهدد حياتهم بالخطر، فالانحدارات شديدة، والمنعطفات خطرة للغاية، والانهيارات على جنبات الطرقات وتساقط الأحجار قد تحدث لأدنى موجة هواء ضئيلة، ووسائل السلامة ضعيفة للغاية. وخير شاهد هي تلك الكارثة المأساوية التي راح ضحيتها 11 نفسا بين فقيد ومصاب، والتي تابعنا أحداثها عبر صحيفة «عكاظ» الغراء التي عاشت قلب الحدث بالحرف والصورة. وعلى كل حال فلعابري طرقات هذه العقاب مطالب حالية، أهمها: وضع مصدات خرسانية ثابتة، وذلك على جوانب الطرقات، كذلك عمل عبارات لتصريف مياه الأمطار خاصة في بطون بعض الشعاب والمنخفضات، بالإضافة لعمل أسياج حديدية على الجبال لمنع تساقط الصخور وزرع علامات تحذيرية كعيون القطط وخطوط فسفورية ولوحات إرشادية لبعضها، كذلك من الضرورة استكمال وحدات أمنية مرورية. وكلي أمل في إدارة الطرق في منطقة الباحة بتشكيل لجنة حاليا لدراسة أخطار تلك الطرق ووضع الحلول اللازمة والسريعة الكفيلة بالمحافظة على الأنفس والممتلكات، ولا قبول لدينا كمواطنين ومقيمين إطلاقا لتلك التبريرات والتنصل من المسؤولية، وألا تمر هذه الكارثة مرور الكرام. علي مروان الغامدي الباحة