بثت عقبتا «الأبناء» و«حزنة» الخوف والقلق بين أهالي «الباحة» خلال طريقهم إلى منخفض تهامة، بعد أن تحولتا إلى بؤرتين للحوادث المرورية ومصدرين لتساقط الصخور على العابرين، وعلى رغم مطالباتهم المتكررة بإنهاء الخطر الذي يتربص بهم أثناء اجتيازهم العقبتين، إلا أن المآسي ما انفكت تسطر على المنعطفين الطبيعيين بضراوة، كان آخرها قبل أسبوعين حين سقطت مركبة على متنها 11 فرداً من عائلة واحدة في عقبة الأبناء، ما أدى إلى مصرع خمسة منهم، وإصابة ستة بجروح خطرة. وأوضح المواطن سلطان الغامدي أن ذاكرة أهالي بلجرشي لا تزال تختزن الكثير من الحوادث المروعة التي تقع باستمرار على عقبة الأبناء التي تفتقد لمصدات تحمي المركبات من السقوط في الهاوية، متذكراً حادثة سقوط صخرة من عقبة حزنة الرابطة بين محافظتي بلجرشي والمخواة. «والحمد لله أنه لم يكن أحد بالطريق وإلا لحدثت مأساة». وأكد خالد الغامدي أن عقبة الأبناء التي تربط بلجرشي بمنخفض تهامة تشهد كثيراً من المآسي الناتجة من سقوط مركبات في الوادي المحيط بها، متسائلاً عن الأسباب التي تمنع الجهات المختصة من إنهاء الكوارث عليها بإنشاء مصدات وسياج يحمى المركبات من السقوط. ورأى ماجد الغامدي أن المخاطر التي تحيط بعابري العقبتين، أجبرت كثيراً من الأهالي على محاشاة السير فيها، مطالباً بإنهاء تلك المخاوف، خصوصاً وأنهما تقعان في طريق حيوية تربط المرتفعات بسهل تهامة. وأقر مدير فرع المواصلات في منطقة الباحة المهندس عبدالعزيز بدوي بأن المشروع المنفذ حالياً في عقبة حزنة، لن يعمل على إنهاء مشكلة الصخور «لاحتواء المنطقة على صخور مفككة قابلة للسقوط في أي لحظة»، موضحاً أن 32 في المئة من المشروع تم الانتهاء منها الذي اعتمدت له 38 مليوناً بالمشاركة مع عقبة «بيضان قلوة»، وأفاد أنه جرى تسليم مشروع أعمال الحماية في العقبة للشركة المنفذة في ال17 من رمضان 1429ه، والمتوقع تسلمه بعد ثلاثة أعوام من تاريخ التسليم، مبيناً أنه طلب من الوزارة 32 مليوناً في الموازنة المقبلة، وذكر أن المشروع يحوي تشييد حواجز خرسانية وحوائط تصريف أودية وتحسين ميول للقطعيات، لتحد من الانهيارات الصخرية، وبيّن أن حواجز معدنية وتكسية خرسانية وسلال معدنية تشيد حول عقبة الأبناء ب 65 مليوناً، موضحاً أن الفرع طلب مشاريع تحسين للعقبة في الموازنة المقبلة بقيمة أربعة ملايين ريال. وأعلن البدء في تشييد حواجز معدنية على حواف العقبة الثلثاء المقبل، وستستمر لمدة عام كامل، مرجعاً التأخير في تشييد المشاريع إلى اختلاف مع إحدى شركات الاتصالات، «إذ تطلب تركيب الحواجز المعدنية على حواف العقبة تنسيقاً مع الشركة لتحديد مواقع كابلاتها لتفاديها». ووعد بدوي بأن تكون الحواجز على حافة عقبتي «حزنة» و«الأبناء» منسقة، بحيث تكون الحواجز الخرسانية في المناطق الواسعة من العقبة، والمصدات المعدنية في المناطق الضيقة.