دعت طبيبتان شاركتا في المؤتمر الخليجي الدولي الخامس لصحة المرأة، الذي اختتم جلساته أخيرا في جدة، إلى ضرورة تكريس التوعية الصحية ببرامج الصحة الإنجابية، والاهتمام بأمراض نقص النمو وسوء التغذية، ولفتتا الى أن الفحوصات الطبية التي تجرى قبل الزواج ضرورية لتجنب الأمراض الوراثية، ومنها الثلاسيميا والانيميا. واعتبرت الطبيبتان «أنه من الأفضل صحيا عدم حدوث أول حمل قبل سن الثامنة عشرة، تجنبا للانعكاسات غير الصحية على الفتاة العروس والجنين». الزواج والإنجاب عضو الجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة في المنطقة الشرقية الدكتورة لمياء موسى المدني شددت على ضرورة تهيئة الفتاة للزواج والإنجاب في المراحل الاولى من حياتها لتجنب المعضلات الصحية التي تطرأ عليها بعد الزواج. واشارت الى أن المقصود بالصحة الإنجابية، وفقا لمنظمة الصحة العالمية، الوصول إلى حالة من اكتمال السلامة البدنية والنفسية والعقلية والاجتماعية في الأمور ذات العلاقة بوظائف الجهاز التناسلي وعملياته وليس فقط الخلو من الأمراض والإعاقة، وهي تعد جزءا أساسيا من الصحة العامة تعكس المستوى الصحي للرجل والمرأة في سن الإنجاب. وأفادت لمياء «أن الفئات المستهدفة في الصحة الإنجابية تشمل الرجل والمرأة في سن الإنجاب لرفع المستوى الصحي لهما، والمراهقون والشباب لتجنيبهم السلوكيات الضارة التي قد تؤدي إلى انتشار الأمراض المنتقلة بالجنس، ليجهزوا أنفسهم للمستقبل ويتحملوا مسؤولياتهم تجاه صحتهم والأسر التي سيشكلونها، والنساء ما بعد سن الإنجاب للوقاية من الأمراض التي تتعلق بالجهاز التناسلي، والطفل ما بعد الولادة للحفاظ على صحته وبقائه وحمايته ونمائه». وشددت على أن الصحة الإنجابية تؤثر وتتأثر بحالة المجتمع الإجتماعية والإقتصادية والثقافية، فهي تتأثر سلبا بانتشار الأمية والبطالة، وبتقاليد المجتمع وعاداته ومعتقداته وقيمه، كما تتأثر بالبيئة الأسرية والعلاقات المتشابكة بين أفرادها، وتتأثر الصحة الإنجابية بمكانة المرأة في المجتمع، ففي كثير من أنحاء العالم يتعرض الإناث للتمييز فيما يتعلق بتوزيع الموارد العائلية والحصول على الرعاية الصحية، كما تتأثر بتوافر خدمات صحية ذات جودة عالية لتلبي الاحتياجات الصحية لفئات مختلفة ويسهل الوصول إليها. وأبرزت أهمية الرعاية ما قبل الزواج، حيث يبدأ الاهتمام بمفهوم الصحة الإنجابية في الأعمار المبكرة وخاصة لدى الإناث، فلابد من تهيئة الفتاة للزواج والإنجاب في مرحلة الطفولة والبلوغ وليس فقط بعد الزواج، فهناك مشاكل صحية متعلقة بفترة ما قبل الزواج ومشاكل بعد الزواج. نقص النمو أما استشارية أمراض النساء والولادة، عضو الجمعية السعودية لأمراض النساء والولادة في منطقة تبوك الدكتورة فاطمة الشنقيطي فرأت «أن تأمين رعاية صحية جيدة يتطلب الإنتباه إلى مشكلات جوهرية مثل نقص النمو وأمراض سوء التغذية». وقالت الشنقيطي: «إن الفتيات ناقصات النمو معرضات إلى خطر إنجاب أطفال ناقصي الوزن، كما يجب أن لا تنجذب السيدات نحو استخدم المستحضرات التنظيفية بدون استشارة الطبيب، لأن ذلك قد يعيق مناخ الانسجام الذي تكون عليه البكتيريا في المهبل فتصبح ضارة، كما أن الزواج والحمل المبكر يعرضان الفتيات لخطر كبير بسبب عدم اكتمال النضج». ولفتت إلى أنه من الأفضل صحيا عدم حدوث أول حمل قبل سن الثامنة عشرة لما فيه من أضرار على المرأة والجنين، كما أن تلافي الإصابة بالأمراض الوراثية التي تنتقل بين العائلات التي تستمر في التزاوج من بعضها يمكن تحقيقه بإجراء فحوصات طبية قبل الزواج، خصوصا في العائلات التي تكثر فيها أمراض وراثية مثل الثلاسيميا والإنيميا المنجلية، ومشكلات أخرى مثل السلوكيات غير الحميدة التي تؤثر سلبا على الصحة كالتدخين، والأمراض التناسلية، مشددة على أهمية النظافة الشخصية واتباع سلوك صحي سليم.