يمكن النظر إلى الإرهاب على أنه التنفيذ العملي لمقترحات الفكر المتطرف، وبهذا لا يمكن لنا إن أردنا أن نقضي على الإرهاب قضاء مبرما أن نفصل بين الجانب النظري المتمثل في فتاوى التطرف والجانب التطبيقي الذي تتكشف عنه خطط الإرهابيين وأعمالهم الدنيئة، ولهذا فإن مواجهة الإرهاب تبدأ بمواجهة الفكر المتطرف وفضح ادعاءاته وطرقه في استخدام النصوص الشرعية لتحقيق مآرب من يريدون تحقيق مآربهم وأطماعهم على حساب بلدانهم ومجتمعاتهم، بل وعلى حساب الإسلام كذلك. القضاء على الإرهاب يبدأ بتكريس قيم الإسلام النقية، التي ترتكز على الوسطية وتحض على التسامح والتعاون والعمل لما فيه خير البشرية جمعاء، وبالتالي فضح أولئك الذين يريدون تحويل الإسلام إلى دين مغلق يدعو إلى الكراهية ويحث على العنف والقتل والتدمير. الكشف عن القيم الإنسانية للإسلام من شأنه أن يصحح الصورة المشوهة عن الإسلام، والتي رسخها دعاة التكفير والعنف والتفجير في أذهان من لا يعرفون الإسلام ولا يقدرونه حق قدره، كما أن تأكيد قيم الحب والتسامح والوسطية يشكل حماية للنشء من الوقوع في براثن من يريدون الانحراف بهم عن طريق الحق، وتوظيفهم ليكونوا قنابل موقوتة يتم توجيهها للعمل ضد أوطانها. من هنا، يمكن لنا أن ندرك مدى أهمية مؤتمر (الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف)، الذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، ودوره في الكشف عن قيم الوسطية والتسامح، وفضح أكاذيب الذين يدعون الدفاع عن الدين، بينما هم لا يدافعون إلا عن أطماعهم ولا يتورعون عن تشويه صورة الدين لتنفيذ مآربهم. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة