أوضحت ل «عكاظ» وكيلة كلية الدعوة وأصول الدين للتطوير الأكاديمي وخدمة المجتمع والباحثة في الأمن الفكري الدكتورة لؤلؤة القويفلي، أن بعض الأوساط النسائية مشجعة على التطرف والإرهاب، معللة ذلك لضبابية الموضوع وعدم وضوح آثاره وانعكاساته ولضعف التوعية الفكرية في ذلك، مشيرة إلى أن هذه العوامل تلعب عليها التنظيمات الإرهابية عند تجنيد النساء في عمليات إرهابية غير محسوبة العواقب. وتأسفت القويفلي لتدني وضعف اهتمام الرأي العام بالتطرف الفكري النسائي وعدم وجود أثر له في المجتمع، مضيفة «يندر أن تسلط الأضواء على دور المرأة في تغذية ثقافة الكراهية والتطرف، متناسين خطورتها على الأسرة وهي المؤسسة الرئيسة في تعقيم الفكر مما يشوبه وفي غرس القيم والاتجاهات داخل وخارج الأسرة». واعتبرت القويفلي أن الثقافة الذكورية أحد أهم العوامل التي تؤدي إلى تحول المرأة إلى إرهابية، مشددة إلى أن هناك عوامل أخرى منها الفكر الديني المتطرف الذي يؤمن بثقافة الموت والعنف، وانتشار الاضطرابات الوجدانية والأمراض النفسية في أوساط النساء المقموعات اجتماعياً، إضافة للتعصب والاستعلاء الديني والانغلاق في أمور الدنيا وعدم التفاؤل واستشراف المستقبل، وعدت القويفلي إعجاب النساء بشخصيات إرهابية أحد أسباب انخراط الأنثى في التنظيمات المتطرفة. ووضعت القويفلي روشتة من الحلول لمواجهة التطرف النسائي منها التعمق في الدراسات والبحوث الإحصائية المسحية الكاشفة للتعرف على الحالات التي توجد فيها مواقع الخطر و «سيكولوجية الإرهاب» لدى المرأة تحديداً، إضافة لعمل دراسات استشرافية حيث إن ممارسة المرأة للعمل الإرهابي بعيدة عن الثقافة الإسلامية الصحيحة إلى حد كبير؛ وذلك لمعرفة من هي الفئة المحتملة التي يمكن أن تنخرط في ذلك من العنصر النسائي وما هي خصائصهن وظروفهن النفسية والاجتماعية والبيئية. ودعت القويفلي لعدم نشر ثقافة عدم التعاطف مع الإرهابيات وعدم تصديقهن وأن كانت الحجج قوية سواء بالدعم المادي أو غيره، وتعزيز الانتماء للوطن لدى الناشئة. وطالبت الباحثة في الأمن الفكري إلى تبني استراتيجية وطنية شاملة في جميع مؤسسات التنشئة والتربية الاجتماعية بدءا بالأسرة والمسجد والمؤسسات التعليمية والإعلام يتم التركيز من خلالها على مسؤولية المرأة التي هي العمود الفقري في مجال التربية والتنشئة وقدرتها على التربية الفكرية الصحيحة للأبناء والمحافظة على أفكارهم وعدم تركهم عرضة لدعاة الفكر المنحرف. ودعت الدكتورة لؤلؤة الداعيات والتربويات والأكاديميات الوسطيات لترسيخ فهم حقيقة الخطاب الديني الصحيح والتأكيد على قيمة الوسطية والتسامح التي نحتاج إليها في تعاملنا مع الآخر. لافتة إلى أهمية المعالجة الموضوعية للتطرف وذلك من خلال تحليل المشكلة والاعتراف بها ووضع كل النتائج والملاحظات عنها، حيث إن التعاطي مع هذه الظاهرة إلى جانب المعالجات الأمنية يجب أن يتصدى له بالتحصين لصياغة معطياتنا التربوية والتعليمية والفكرية والثقافية بشكل يأخذ في الاعتبار البعد الوقائي قبل البعد العلاجي.