من حق الإعلامي القدير «ماجد الشبل»، أن يعتب على وزارة الثقافة والإعلام، والسبب - كما قال-: «لا تنتبه لمن خدمها طويلا»!! «صحيفة الوطن، 27 ربيع الأول 1431ه، ص 28»، وهو الذي دخلها شابا يمشي على قدميه، وخرج منها متحركا على كرسي!! وليس غنيا «كما قال» ذاكرته أصبحت ضعيفة، يده اليمنى فقط هي التي تتحرك، يشغل نفسه بالقراءة ونعم الشغل، من يمن الطالع عليه أن كثيرا من زملائه يزورونه، مفضلا أن تكون زيارته في منزله بعد صلاة المغرب. من قرأ هذا الكلام، لا يكتفي بالتألم لما آل إليه وضعه، وإنما يحزن على وفاء انعدم واندثر، وعلى قامة إعلامية سعودية أصابته جلطة وهو على رأس العمل، دون أن «تنتبه الوزارة لمن خدمها طويلا»، وعلى إنسان صدح صوته بحب الوطن، فأصبح كما مهملا، وأثرا بعد عين، وعلى أشياء كثيرة عرفها المتلقون عن «ماجد» الذي ليس هو أول من يعتب على الوزارة الموقرة، وبخاصة في عهد وزيرها الإنسان «د. عبد العزيز خوجه» الذي يعرف «ماجدا» حق المعرفة، فقد زامله يوم أن كان وكيلا للوزارة، وكان يحظى وزملاء آخرين بعناية بالغة، وحفاوة مقدرة من الوزير «خوجه»، وقد اقترحت عليه في مقال سابق «عكاظ، 26 شوال 1430ه، ص 11»، فكرة إنشاء إدارة أو قسم للعلاقات الإنسانية في وزارة الثقافة والإعلام، وقلت: «إنني أتوقع أن يضع له برامج، وآليات، تضمن استمرار العلاقات الإنسانية بين الموظفين السابقين والوزارة، بعيدا عما يتصوره بعضهم خطأ بأنه: نسيان، أو تجاهل، أو عدم تقدير، أو عدم احترام». لن يكون «ماجد الشبل» آخر من يعتب على الوزارة، حسبي أن هناك زملاء عاتبين في صمت، أذكر من بينهم: زهير الأيوبي، وجميل سمان، ومسلم البرازي، ونجوى غرباوي، وغيرهم. ومما يحسب للوزير «خوجه» أنه أبدى ألما وتعاطفا مع أوضاعهم، حينما حدثته عنهم، ثم كتبت له رسالة خاصة، أتوقع أنه اتخذ عليها إجراء، وأكرر هنا ما قلته فيها: «إن تبادل المنافع لا يقوم على الماديات، بل على الإنسانيات، التي تؤثر بدورها إيجابيا على العلاقات»، ومن هنا فإن مسلسل نسيان الإعلامي السعودي وقد وهن عظمه، واشتعل رأسه شيبا، وبلغ من الكبر عتيا، ينبغي أن يتوقف، كي لا يكون استمراره بعبعا يخيف الجيل الحالي من الإعلاميين السعوديين، أو سكينا تغرس في صدورهم غدا. هل من يحفظ لهؤلاء كرامتهم؟ هل من يواسي جراحهم؟ هل من يوقف النزيف الذي يعانون منه؟ أنا لا أستجدي باسمهم، وإنما أطالب بحمايتهم، وتفعيلها، لتصبح قاعدة إعلامية عامة، تضمن عدم عزل الإعلامي السعودي عن قادته، ومجتمعه، وبلده، وأرضه، ووطنه، فهموم الإعلاميين السعوديين أدعى لمعالجتها، وبناء الإعلامي الإنسان أهم من بناء المنشأة الإعلامية. مصيبة كبرى أن يسفح بعض الإعلاميين السعوديين ماء وجوههم على الأعتاب، وألا ينتبه أحد إليهم، وهم الذين أفنوا زهرة شبابهم، في أداء رسالة سامية، وشكلوا خط الدفاع الأول عن: الوطن بالكلمة، والصورة، والقلم، فهل من يتحرك لإنقاذهم؟. [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة