أبدت الكاتبة السعودية (بسمة بنت سعود بن عبد العزيز) رؤيتها إزاء عدد من القضايا الإنسانية، وربطتها بالمعاهدات الدولية، بعد أن حضرت منتدى جدة الاقتصادي لهذا العام، ووصفت تلك القضايا بأنها «تحمل رؤية واضحة لكل المتحدثين عن: مستقبل أوطانهم، وخططهم المدروسة بعناية للعشر سنوات المقبلة»، ثم تساءلت: «أين نحن من هذه الدول المتقدمة ؟»، معربة عن أملها «أن يسمع المسؤولون في الوزارات، ويتعلموا، ويطبقوا، ويدرسوا، ويضعوا خططا لصناعات، ومؤسسات، وشركات وطننا على أسس مدروسة، لتواكب هذا التطور، والشروط المطلوبة، لنصبح مصدرين وليس مستوردين فحسب لهذه الدول»، (صحيفة المدينةالمنورة، 8 ربيع الأول 1431ه، ص 31). وشنت حملة على الأسئلة التي طرحت في المنتدى من بعض المتداخلين قائلة: «إنها فارغة الفكر والمحتوى، وإنها ساذجة» وهو ما يتناقض مع مبدأ «إن التساؤل والبحث هما خميرة الحياة والتجدد، وطالما أنهما قاعدة علمية وفكرية عامة، فهل نستثني العلم من التساؤل، والبحث، والاستكشاف، والإبداع ؟». وخرجت «بسمة» من المنتدى مفعمة بروح التشاؤم، تبحث عن موقع توفيقي فلم تجده، تفوح منها رائحة امرأة تتعذب في حب وطنها، راصدة تحولاته الاقتصادية والاجتماعية، متوصلة إلى اقتناع بأنها لا تخدع وطنها، ولا تخونه، وإنما ليبدأ مرحلة جديدة من النهوض والإصلاح اللذين يقودهما «عبد الله بن عبد العزيز». انطلقت «بسمة» في سرد الحكاية من منظور: أن المرأة تتصرف بالإدراك والتنشئة، وليس بالغريزة، وأنه بحكم موقعها في البنية الاجتماعية، وتقسيم العمل، تتصرف بعلم، وبحث، ونقاش، واطلاع، لأن أحوج ما تحتاج إليه المرأة، أن تجد من يسمعها، ويرعاها، في غيبتها وحضورها. وشنت «بسمة» حملة على بعض أنظمة المجتمع السعودي، واصفة إياها بأنها «حبستنا في أقفاص ذهبية المعدن، مرجانية المنظر، خالية، جوفاء من الباطن، لا تسمن ولا تغني من جوع»، ولم تملك بعد ذلك إلا أن تتساءل: «إلى متى أيتها الوزارات سنظل سجناء أقفاصك الرسمية، ووعودك الوهمية، وسقوف من الطلبات تؤخرنا، وترجع بنا إلى عهود لم تعد صالحة لهذا الزمن؟ ولا المكان الذي تبوأت فيه المملكة كرسيا ظاهرا للعيان، ولكن ليس ظاهر الفاعلية ؟». يعد الطرح المبني على: الحقائق، والعلم، والموضوعية، نواة أي تنظيم اقتصادي، وكثيرا ما تتمركز سياسته حول حياة الناس، وقيمهم، وتقاليدهم السائدة، والهوية الوطنية، والعلاقات المتبادلة بينهم، التي تتسم بالتكامل والتناقض معا. ليس ثمة شك في أن نظاما اجتماعيا اقتصاديا، يستند إلى علاقات إنتاج، وتكامل في الأدوار، يقنع المشاركين فيه بأنهم أعضاء في نظام عادل، تتوازن فيه الحقوق والواجبات، لهو نظام خال من دوافع الفساد الظاهر والمستتر، ومنيع على أية فئة متنفذة، فهل من يسمع صوت «بسمة» ؟ ويجيب عن تساؤلاتها؟. badrkerrayem @ hotmail.com فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة