انتهت رحلة تنزه طلابية في أحد مراكز التسوق في جدة أمس، بفاجعة عندما سقط أحدهم من لعبة القطار، واحتجز السير الكهربائي رأسه وسط صراخ رفاقه الصغار. وكان 60 طالبا من مدرسة بلال بن رباح الابتدائية في جدة برفقة ثلاثة من معلميهم وصلوا إلى موقع ترفيهي ملحق بأحد الأسواق الشهيرة، وأثناء اللعب واللهو في القطار المائي تنبه الزوار إلى أصوات صراخ واستغاثة ليجدوا رأس الطالب محمد حامد حكمي بين تمديدات «سيور» الكهرباء الرابط بين عربات القطار، وعبثا حاول المعلمون وبعض متسوقي المركز تحريره بلا طائل، فاضطروا إلى استدعاء الدفاع المدني ووصلت فرقة هندسية مختصة في الحال وحررت عنق الطالب (سبع سنوات)، لكنه لفظ أنفاسه متأثرا بنقص الأوكسجين. وأبلغ مدير الدفاع المدني في جدة العميد عبدالله الجداوي أن إدارته قررت في الحال إيقاف الموقع عن العمل، تمهيدا لإجراء التحقيقات ومعرفة ظروف الحادث وملابساته. وفي الأثناء تم نقل جثة الطالب الراحل إلى ثلاجة الموتى وسط بكاء رفاقه، واستدعت السلطات المختصة والده الذي استقبل الأمر بالصبر والاحتساب راضيا بالقضاء والقدر. وتوقعت مصادر إحالة ملف الحادث إلى الشرطة للتأكد من عدم وجود أية شبهة. إلى ذلك قال الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة النقيب عبدالله العمري إن طفلا في السابعة من عمره قضى في إحدى الألعاب داخل مجمع تجاري وترفيهي جنوبجدة، وانتقلت إلى المكان فرقتا إنقاذ وتم إخراج الطفل المحتجز من داخل سير حديدي. يترأس فريق التحقيق المقدم عبدالله الزهراني رئيس قسم التحقيقات وعضوية النقيب بندر الحارثي. من جهتها تحقق، إدارة التربية والتعليم في محافظة جدة اليوم، مع إدارة مدرسة بلال بن رباح الابتدائية جنوبيجدة، وعدد من المعلمين في وفاة الطالب في الصف الأول الابتدائي محمد بن حمد الحكمي سبع أعوام الذي قضى في حادث خلال رحلة طلابية لمدينة ألعاب أمس، إثر تعثره بالقرب من ممر إحدى الألعاب، ما عرضه للسقوط داخل الممر والارتطام بأرضيته، ليلفظ أنفاسه في الحال. وقال ل «عكاظ» حمد الحكمي والد الطفل، إنه تنازل عن حقه الخاص، لكنه أصر على تمسكه بالحق العام «تنازلت عن الحق الخاص، ولن أتنازل عن الحق العام، وأطالب بالتحقيق مع المسؤولين عن الملاهي لتهاونهم في فتح أبواب الألعاب الخطرة أمام صغار السن، وعدم وجود حراسات عليها لمنعهم من الدخول إلى هذه الألعاب»، مشيرا إلى أنه يحمل إدارة الدفاع المدني المسؤولية في التقاعس حسب قوله عن أداء رسالتهم في متابعة مثل هذه الألعاب والقائمين عليها والتأكد من سلامتها، متسائلا «إلى متى يستمر مسلسل الإهمال بعيدا عن عيون الرقابة رغم تكرر حوادث الأطفال في مثل هذه الملاهي؟». وسرد والد الطفل قصة وفاة ابنه وتلقيه الخبر، «تفاجأت باتصال من إدارة المدرسة يطلبون فيه حضوري إلى مقر مدينة الألعاب، وعند حضوري وجدت ابني جثة هامدة وسط إحدى الألعاب، انتزعته آليات الدفاع المدني من وسط الحديد بعد أكثر من ساعتين على سقوطه ووفاته». ويضيف: حدثت وفاة ابني بسبب عدم توافر حراسة من قبل مسؤولي الألعاب على مدخل هذه اللعبة، وغاب عنهم بقاء أحد الأبواب الخطرة مفتوحا، رغم وجود عدد من المعلمين كانوا مرافقين للرحلة الطلابية، وأشار إلى أنه وافق على اشتراك ابنه في هذه الرحلة وزيارته الملاهي، وخرج من المدرسة بموجب خطاب من إدارة المدرسة. وشكر الحكمي إدارة المدرسة والمعلمين لوقوفهم معه منذ الصباح وحتى ساعة متأخرة من الليل مما خفف معاناته. وكلف وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله، ونائبه فيصل المعمر، والنائب لتعليم البنين خالد السبتي، مدير تعليم جدة بنقل تعازيهم الحارة لوالد الطالب وأسرته، ووجه وزير التربية في هذا الصدد باتخاذ الإجراءت اللازمة والوقوف إلى جانب الأسرة لتسهيل كافة المتطلبات مع الجهات ذات العلاقة في مثل هذه الظروف. وقدم مدير التربية والتعليم عبد الله الثقفي وكافة منسوبي الإدارة تعازيهم لوالد الطفل ووالدته وأشقائه، وقال الثقفي إن إدارته سوف تتخذ كافة الإجراءات الحازمة والحاسمة تجاه من يثبت تقصيره، مؤكدا بدء تحقيق عاجل صباح اليوم. وحاولت «عكاظ» التحدث مع معلمي المدرسة الذين حضروا إلى ثلاجة الموتى في مستشفى الملك عبد العزيز، لكنهم كانوا متأثرين جدا بوفاة الطالب، ورفضوا التحدث واكتفوا بقولهم «فقدنا واحدا من أبنائنا».