كاذبا كان ساركوزي أم متجملا، فإن منهاج من يعتبر أن لإسرائيل وجها يشوه مقايضة بحقوق الفلسطينيين، يقينا هو على طريق يجانب الصواب، ومشاكس لم يبلغ حلمه السياسي بعد. إن المدني الإسرائيلي هو جندي في إجازة، وفرنسا بإرثها وترسها، أمضت عقودا في بناء سجل يومئ بأنها وسيط نزيه في العالم، فَلِم يخاطر بهذا المكتسب بالانحياز صراحة لإسرائيل في نزاع الشرق الأوسط والتراجيديا الفلسطينية الماثلة، إلى الحد الذي أفضى بمسؤول الشؤون الخارجية في حزبه، إلى التصريح في رابعة النهار بأن الرئيس يفعل ما يراه صوابا بدلا مما هو ملائم. إن النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستأجرة، ويقينا أن الشريحة المتصالحة مع الحق في فرنسا، لها معاييرها، لها صوتها، لها منابرها ومقاعدها في البرلمان، فلن تنكفئ على التوجه حيال الانحياز للحق البين، ولن تصبح بيادق شطرنج انتخابية، عندما يلمسون أن باريس ستعارض قرارين على الأقل من العديد من قرارات الأممالمتحدة التي توصف بأنها تهدف لحماية الحقوق الفلسطينية، وتلك التي تعتبرها مناهضة لإسرائيل، فأي موارد تهلكة سياسية ارتضاها ساركوزي ورأى نتائجها في هزيمة حزب الاتحاد من أجل الحركة الشعبية في الانتخابات الإقليمية. وفي زمن بات فيه سلام الشعوب أكثر جوهرية من سلام الأنظمة، وأن التحول في المواقف بات منهاجا فرنسيا، وأن باريس لن تحظى بذات الدور الرصين -بحسب دهاقنة البرلمانيين- ولن تجد مدخلا لدور مهم في الشرق الأوسط، باعتبارها تساند السياسة الإسرائيلية التي تفتقر للشعبية، فحري بالرئيس أن يتبنى قديم ثوابت جمهوريته، خامسة كانت أم شبه سادسة، وإلا فتصبح فرنسا زرعا ينمو في غير تربته. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 242 مسافة ثم الرسالة