«لن نقفز إلى السماء أو ندنو إلى أسفل السافلين»، عبارة سمعتها من أحد الناس يجسد فيها الفائدة من التعداد السكاني بعقليته الساذجة، هل يعتمد على هذه العقلية في التخطيط لمستقبلنا وأجيال أمتنا؟ إن هذه العقلية بهذا المفهوم هي دمار لنهضة أمة ورفعة بلد. كيف إذا سمعت الأجيال الناشئة هذه العبارات من رجل رشيد بجسمه وشكله، وخال من الوعي الثقافي والحس الوطني؟ إن العصر الحالي هو عصر التخطيط والرؤى المستقبلية للواقع الاقتصادي والاجتماعي. إن التعداد السكاني هو المرآة الحقيقية لواقع الوطن؛ إذا كشفت له الهوية الحقيقية بمعلوماتها الصحيحة ورسمت بشمولية ووعي بعيدا عن الانتقاص والتضليل. فلندع اللوم والعتاب، ونتوقف عن ترديد «ماذا استفدنا من تعداد الأعوام الماضية» وهل تغير شيء؟ ودع عنك أيضا لوم وزارة التخطيط ومصلحة الإحصاءات العامة من عرضها للأسلوب الذي سوف ينتهج به التعداد لهذا العام، وأنها ما زالت تقبع في حطام الأوراق والاستمارات التي تحتوي على مئات الخانات وكيف تعبأ؟ ومن أين نبدأ هل من 1 ت أو من ت 1؟. صحيح أن بعض الدول نهجت أسلوبا آخر في جمع المعلومة عن طريق البريد، أو أن تتم تعبئة البيانات من خلال الشبكة العنكبوتية (الإنترنت) أو عن طريق أجهزة الرصد الآلية، وأننا ما زلنا نسمع في تصريحات مصلحة الاصلاحات في أحد مراكز التدريب القائمة حاليا أن مشروع استمارات التعداد لهذا العام تساوم عليها كبرى الشركات في العالم لتسويقها، أتمنى ذلك من كل قلبي، ولكن. المواطن العامل الأساس في نجاح تعداد هذا العام بعوامل أهمها، شعوره الصادق بأهمية جمع المعلومة ونشرها وتحليلها، وما يبنى على هذه المعلومة من أبحاث اقتصادية واجتماعية تسهم في التخطيط الصادق لوطننا، واستقبال لمواطن التعداد ومنحه الثقة في استقاء المعلومة الصادقة من واقعك الحقيقي. أخيرا أتمنى أن نسمو بوعينا وثقافتنا إلى العلياء، وأن تتطابق خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع ثمرة جهد وزارة التخطيط ومصلحة الإحصاءات العامة في سبيل نهضة بلادنا. علي محمد الغامدي مراقب تعداد