بين شد وجذب، تقبع الفتاة سارة (16 عاما) ضحية طلاق يوازي عمرها، حين انفصل والداها قبل إكمال شهورها الأولى، فيما شهدت مراحل حياتها معارك قضائية للظفر بحق رعايتها، قبل استقرارها في منزل والدها أخيرا. قصة سارة لم تنته بالرعاية، فوالدتها (ص.ع) رفعت دعوى قضائية جديدة ضد طليقها، إبان تحريرها شكوى في شرطة جدة لتوثيق الاعتداء الذي تعرضت له ابنتها، وتوطئة لسحب بساط الوصاية والرعاية من تحت قدميه، بعد تعرض سارة لحالة عنف جسدي، تمثلت في حروق وكدمات في أنحاء متفرقة من جسمها. وأوضحت أم سارة (37 عاما) أنها لاحظت شحوبا وتغيرات نفسية على ابنتها عند زيارة الأخيرة لها، وحاولت سارة إخفاء الأمر عنها خشية تفاقم المشاكل بين والديها، بيد أن إصرار الأم دفع بالفتاة إلى البوح بآلامها، في حين بادرت الأم بنقلها إلى مستشفى الملك عبد العزيز في جدة لتشخيص حالتها طبيا. وأردفت أم سارة، أنها أصيبت بالدهشة جراء الحروق والكدمات التي غطت جسد ابنتها، ما دفعها لمراجعة عيادة تجميل خاصة لمعالجة جروحها، ولا تزال تراجع العيادة لحين انتهاء الجلسات المخصصة لعلاجها. واسترسلت المواطنة أنها لجأت إلى المدرسة التي تنتظم سارة على مقاعدها الدراسية، لطلب نقل ملفها من مكةالمكرمة -حيث تسكن مع والدها- إلى مدينة جدة، لكن مديرة المدرسة رفضت طلبها، خشية من ردة فعل والد سارة. وعقبت «صدرت أوامر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة، بالموافقة على نقل سارة إلى جدة، إثر تقديمي خطابا إلى إمارة المنطقة، وأنا الآن أطلب نقل حضانتها من والدها الذي بدأ تصفية حساباته معي عبر تعنيف ابنتي». وبينت أن طليقها تقدم بطلب إلى الحقوق المدنية لاسترجاع ابنته، ما دفعهم لمساءلتي وإلزامي إعادتها إلى والدها، لكن ابنتي رفضت العودة إثر أصناف العنف الذي تعرضت له، مضيفة «ابنتي تحملت أنواع الإهانة والشتائم اليومية من والدها وزوجته، إذ كانت تتحمل مهمات الأعمال المنزلية دون شفقة، ولكنها قررت عدم العودة عقب تطور الأمور إلى تشويه جسدها بالكي والضرب». وانتهت (ص.ع) التي تعيش مع زوجها الجديد وأبناءها الخمسة، أنها تطمح إلى إخراج ابنتها من الحالة النفسية التي لحقتها، وخشيتها من تطور الحالة في حال لم ينظر إلى وضع رعايتها بشكل واقعي.