أحسنت المجلة العربية إذ جعلت كتيبها الشهري المصاحب للمجلة في عددها الصادر لشهر صفر الماضي باقة لبعض قصائد الشاعر الكبير غازي القصيبي، وأحسن الأستاذ خالد المالك رئيس تحرير صحيفة الجزيرة فيما كتبه من مقدمة قدم بها تلك الباقة لقراء كتيب المجلة، وقد تصفحت باقة القصيبي الذي يرقد حاليا على السرير الأبيض في الولاياتالمتحدةالأمريكية فوجدت أن قصائده وأبياته التي تحمل مناجاة لخالقه عز وجل هي الأنسب لاقتطاف شيء منها يصاحب دعاءنا له بأن يمن الله عليه بالشفاء العاجل قبل نشر هذا المقال إنه على كل شيء قدير، وأبدأ قطوفي بأبيات من قصيدة للشاعر تصدرت الكتيب تحمل عنوان «لك الحمد». يقول فيها: لك الحمد والأحلام ضاحكة الثغر لك الحمد والأيام دامية الظفر لك الحمد والأفراح ترقص في دمي لك الحمد والأتراح تعصف في صدري وقد قدم الشاعر الثناء على الطلب التزاما منه بسنة الدعاء، فحمد الله في جميع الأحوال ثم بعد ذلك رفع رجاءه إلى خالقه فقال: إليك عظيم العفو أشكو مواجعي بدمع على مرأى الخلائق لا يجري!؟ ترحل إخواني فأصبحت بعدهم غريبا يتيم الروح والقلب والفكر وفي قصيدة ثانية يصف فيها الشاعر ما واجهه في حياته من متاعب وما دخل فيه بسبب مبادئه ومثله من معارك ثم يعلن في نهاية الأمر أن كل ما كان مرتبطا بقدره الذي قدره الله فيقول: قدري ما صنعته باختياري قدري صانه العلي الجليل وفي قصيدة ثالثة كتبها الشاعر عندما بلغ الستين من عمره وهو الآن قد تجاوز السبعين بقليل من السنوات، قال في بعض أبيات تلك القصيدة: إذا رأيت خطاياي التي احتشدت أوشكت أهلك من خوفي ومن حذري حينا وأذكر عفو الله تشفع لي ستون عاما من الإيمان ذا عمري! وأختتم هذه الباقة الإيمانية من حدائق القصيبي بهذه الأبيات: يا عالم الغيب ذنبي أنت تعرفه وأنت تعلم إعلاني وإسراري وأنت أدرى بإيمان مننت به عليّ ما خدشته كل أوزاري أحببت لقياك.. حسن الظن يشفع لي أيرتجى العفو إلا عند غفار؟ وأقول للقصيبي إنه قد ورد في الأثر: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، وأرجو أن نكون جميعا من هذه الفئة من المؤمنين، اللهم آمين. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة