«غيريتس» مدرب كرة قدم قدير، لكنه ليس ساحرا، ولا نابغة زمانه، لا يمتلك من الأسرار الكثير، واحدة تكفي: قوة الشخصية!، مزايا قوة الشخصية، لا تخفى على أحد، لكنها لا تقدر على فعل شيء، إن هي عملت، تحت إدارة، أقل قوة في شخصيتها، لذلك كان من الصعب، ويظل صعبا، توقع نجاح «غيريتس»، في غير مرحلة عبد الرحمن بن مساعد، تلك الإدارة التي تمتعت بميزات كثيرة: قوة الشخصية. معرفة ماذا تريد بالضبط. القدرة على البذل. الإصرار والحسم. مما لا شك فيه أن «غيريتس» موهوب، لا ينقصه علم، ولا تعوزه خبره، لكنها ميزات ليست مستحيلة، وهي متوافرة، في عدد كبير من أهل التدريب، حتى أنها تكاد تكون أبسط شروط الاختيار، لمدرب كرة قدم، مما يعني أنها ميزات عادية: جيدة نعم، لكنها عادية أيضا. وعلى مستوى الموهبة الفردية، والمهارات، والاستعداد الشخصي، فإن لاعبي الهلال، مؤهلون لكسب جولات كثيرة، وربما حصد أكثر من بطولة موسمية، دون مدرب أصلا، أو مع أي مدرب! لكن هذا الاستنتاج خاطئ، دون شك، ما كان بإمكان «فيلهامسون»، و«رادوي»، و«هوساوي»، و«الدعيع»، و«نيفيز»، و«القحطاني»، و«الشلهوب»، وبقية نجوم الهلال تحقيق أي شيء، في غياب: الخطة، والمران المنتج لقدرات جسدية وعقلية لاستثمار نتائج هذه الخطة، وعدم التعالي، وغياب الفردية إلا في تكتيك مفيد للجميع.. وما كان لكل هذه الأشياء، الحضور، بكل هذه المساحة الإبداعية، فيما لو غابت الشخصية القوية للمدير الفني؛ لأن كرة القدم، كلعبة، تمتلك قدرات مهولة، على غواية، من يلعبها، ولديها من الفتنة، ما يستدرج أكبر المواهب، بل بالذات أكبر المواهب، للاستعراضات المجانية، واللعب الفردي. هنا كمن السر الأكبر، في «غيريتس»، وقد كان يمكن لكل شيء أن يذهب هباء، فيما لو وجد «غيريتس» إدارة عادية يتعامل معها، وتتعامل معه. ثلاثة أرباع إدارات الأندية السعودية، وهي نسبة شديدة التسامح، ما كان بإمكانها، تقبل جلوس، موهبة بقدرات، وأهمية، وفعالية، موهبة خالد عزيز، متفرجا على المدرجات، دون أدنى التفات، لما يمكن له تقديمه، إلى أن يعرف حجمه الطبيعي في الفريق ككل، وواجباته من المران والالتزام، قبل اللعب، وليس أثناءه فقط، وقد كانت مثل هذه العقوبة، ولا تزال، مهددة، لكل لاعب هلالي، ولم يعد منهم، من لا يعرف، أن إدارة عبد الرحمن بن مساعد، لن تلتفت إليه، فيما لو انحرف عن المسار، مهما كان حجم موهبته، وسطوع نجوميته، وتمسك الجماهير به، أعطني مدربا، بنصف قدرات «غيريتس»، ولاعبين أقل من لاعبي الهلال، مهارات، وموهبة، ومعهما، أعطني إدارة، مثل إدارة عبد الرحمن بن مساعد، وأنا أضمن لك، مصالحة رائعة، مع منصات التتويج، وميداليات الذهب، اعكس الحسبة، يصبح أقصى طموح ممكن لديك: البقاء في المناطق الدافئة!، وانتبه: لقد خلقت الطموحات، لكي لا نصل إلى أقصاها!.