من هو الرجل؟، الرجل هو أبي، وهو أخي، وهو ابني، وهو والد زوجتي، وهو جاري، وهو رئيسي، وهو مرؤوسي، وهو الكاشير، الذي يقبض الفلوس آخر التسوق، وهو صاحب السيارة التي تأتي لي بالطلبات من المطعم، بعد ساعة ونص من الاتصال بالمطعم، وهو سائق التاكسي، الذي لا بد من اللجوء إليه، عندما تتعطل السيارة، أو حين يكون لك موضوع ما، في الجوازات، أو الأحوال، أو المحكمة الكبرى في الرياض، وهو الذي يختم جواز السفر، خروجا، ودخولا، وهو الذي يعلق على المباريات... إلخ... إلخ. أعرف أنه كلام ساذج، ولا يقول شيئا، لكني لا أعرف، لماذا لا نعتبر الكلام المشابه له، فيما يخص المرأة، ساذجا، وأبلها أيضا. قبل أيام، اتصلت سيدة، بأحدهم، تسأله سؤالا معينا، ولا أدري، كيف جاءت الإجابة: المرأة هي الأخت، والأم، والزوجة، والابنة، والخالة، والعمة، والحفيدة، وهو كلام صحيح، مثله مثل الكلام السابق عن الرجل، لكنه حين قيل عن الرجل، بدا غريبا، ومريبا، وأقرب إلى السخرية، وهو هكذا تماما، بالنسبة للمرأة، لكننا تعودنا عليه، وصار مستساغا، وطبيعيا، رغم أنه لا يقول شيئا، أكثر من تكريس دورها المتراجع، وتراجعها المدور، خلف الرجل!، أي رجل، حتى لو كان سفيها، وجاهلا، ومدمن مخدرات. إننا في الحقيقة، لا نقول مثل هذه الصفات على الرجل، تبيانا لأهميته؛ لأن سؤال: من هو الرجل؟، له جواب واضح، وحاسم، وأكثر أهمية، إنه: أنا!، إنه: نحن!، بينما تكون إجابة نفس السؤال عن المرأة: هي الزوجة، والأخت، والأم، والابنة، ولا أظن أن تقدما حقيقيا، ينتظر المرأة، ودورها، في المجتمع، يمكن حدوثه، قبل أن تتمكن هي نفسها، من الجواب عن السؤال، وتقول ببساطة: هي أنا، هي نحن! يطيب لي أخيرا، إهداؤكم، أغنية ليلى مراد: (كلام جميل، وكلام معقول، ما أدرش أقول حاجة عنه... لكن خيال حبيبي المجهول، مش لاقيه فيك حاجة منه)!. فهد عافت صندوق بريد: 375225 الرياض الرمز البريدي: 11335 [email protected]