لا يمكن أن تستقيم أحوال مجموعة من الناس يجمعهم عمل أو سفر أو سكن دون مرجعية، وقد أدرك الشارع الحكيم أهمية هذا الجانب، فأمر صلى الله عليه وسلم باتخاذ الأمير، فقال عليه الصلاة والسلام: «إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم». رواه أبو داود، وحسنه النووي والألباني. وفي مسند الإمام أحمد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لثلاثة نفر يكونون بأرض فلاة إلا أمروا عليهم أحدهم. في البيت أيضا، لابد أن يكون الأمير والمرجعية هو الأب، وتشاركه في أعمال الإدارة والمتابعة الأم، وتبقى الأسرة متقاسمة للأدوار تحت عباءة الأب، فما أن تختلط الأمور ويتنصل الرجل عن مسؤوليته وتتسلق المرأة على عرش الحكم المنزلي، إلا وسيحدث من الخلل في توازن الأسرة ما لا تحمد عقباه، نعم يوجد من النساء ما لو وزنت بعشرات الرجال من جهة القيادية لوزنتهم، ولكن يبقى أن المرأة تختلف عن الرجل في كثير من الأمور التي ميزها الله بها، ويكفي عدم أهليتها للقيادة أنها تعيش شخصيتين مزدوجتين، بل متناقضتين في آن واحد مما يفقدها التوازن، والرجل ليس كذلك، مما يجعلها تخلط في كثير من الأمور، ألا ترى أنها تحتضن ابنها الذي تحمله على ذراعيها وهو يصيح وتخاطبه بكلمات التودد، في الوقت الذي هي فيه غضبى تزمجر وتزبد وترعد، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام «لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» وما ينطق عن الهوى عليه الصلاة والسلام. ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه، فأنزلها المنزلة اللائقة بها. [email protected]