أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي للسلام في الشرق الأوسط، أليكساندر سلطانوف على الدور البارز والطليعي الذي يلعبه خادم الحرمين الشريفين لإرساء السلام، والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وأفاد في حوار أجرته معه «عكاظ» أن القيادة الروسية حريصة على تعزيز التعاون والتنسيق، مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وفقا لقرارات الشرعية الدولية. وتابع إنه أجرى محادثات شاملة وإيجابية للغاية مع القيادة السعودية تمحورت حول سبل تطوير التعاون وتعزيز الشراكة مع الرياض في جميع الميادين، مؤكدا وجود تطابق حيال معظم القضايا ذات الاهتمام المشترك، وضرورة إيجاد حلول عادلة لأزمة السلام في الشرق الأوسط، والحيلولة دون توسيع الأزمات والصراعات في المنطقة. تقدير روسي للملك عبدالله وعبر سلطانوف عن تقدير القيادة الروسية للجهود المكثفة، التي يبذلها الملك عبدالله، لتحقيق السلام والاستقرار في العالم، والحرص على إدامة التنسيق والتشاور مع موسكو إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز العلاقات الثنائية في كل المجالات. وزاد: لمست حرصا شديدا من لدن الملك عبدالله حيال ضرورة العمل لتعزيز السلم والأمن الدولييين وإيجاد حلول للأزمات، والحليولة دون توسيعها. علاقات ممتازة مع الرياض ووصف العلاقات السعودية الروسية بأنها علاقات قوية وضاربة في الجذور. مشيرا إلى أن البلدين حريصان على إبعاد المنطقة عن التوترات، والأزمات والسعي الحثيث للعمل من أجل أمنها، واستقرارها ومستقبل أجيالها. وأشار إلى أن التنسيق بين البلدين على أعلى المستويات والمشاورات بهدف إيجاد شرق أوسط آمن وبعيد عن التوترات والأزمات. احترام الشرعية الدولية وتابع قائلا: إن روسيا تحرص دائما على اعتماد الشرعية الدولية لإيجاد حلول سياسية ودبلوماسية لمشكلات الشرق الأوسط، مشيرا إلى «أن موسكو تتحرك في إطار اللجنة الرباعية المكونة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية. حل الملف النووي الإيراني دبلوماسي وعن رؤية موسكو حول التعامل مع الملف النووي الإيراني، أفاد أن روسيا ترى أن حل أزمة الملف النووي الإيراني، يكمن في الحوار، وعبر الطرق الدبلوماسية. مشيرا إلى أن اعتماد الحل العسكري سيعمل على تعقيد القضية وستكون له انعكاسات سلبية على المنطقة برمتها. حلول سياسية دبلوماسية وأضاف أن روسيا حريصة أيضا على عدم استعمال القوة لحل المشاكل، وإيجاد حلول سياسية ودبلوماسية لقضايا الشرق الأوسط، والاعتماد على الشرعية الدولية. موضحا أن بلاده ماضية في جهودها الحثيثة من أجل إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي. دعم جهود السلام وذهب إلى التأكيد على دعم موسكو للجهود القائمة على تشجيع الأطراف كافة على الإسهام الجدي في تهيئة المناخ الملائم لإطلاق المفاوضات في أسرع وقت ممكن. وقال: نحن نؤيد إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لتحقيق السلام الشامل والعادل في منطقة الشرق الأوسط وفقا للمرجعيات الدولية المتفق عليها، وعلى نحو يقود إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وتنفيذ حل الدولتين، طبقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. الاستيطان مخالف للقانون وشدد على أن الاستيطان والسلام ضدان متناقضان، مشيرا إلى أن النشاطات الاستيطانية الإسرائيلية مخالفة للقانون الدولي، والقانون الإنساني الدولي وتقوض من فرص التوصل للسلام والأمن في المنطقة. ودعا إسرائيل إلى الوقف الفوري والكامل لكافة النشاطات الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية. الرباعية تنعقد في موسكو وكشف عن انعقاد اجتماع للجنة الرباعية الدولية على المستوى الوزاري في موسكو الجمعة القادم، لبحث تطورات الأوضاع على الساحة الفلسطينية. وحول الاقتراح بعقد موسكو مؤتمر دولي للسلام في روسيا قال: إن الاقتراح مازال قائما. مشيرا إلى أن روسيا تجري مشاورات مع الدول المعنية لتحديد موعد لعقده قريبا. وأكد موقف روسيا بضرورة تضافر الجهود من أجل ضمان إطلاق مفاوضات جادة بين الفلسطينيين والإسرائيليين وبما يضمن تحقيق السلام والأمن والاستقرار لدول المنطقة وشعوبها كافة. تأكيد على مرجعيات السلام كما أكد على أهمية الدور الروسي كعضو دائم في مجلس الأمن إزاء دفع جهود تحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والالتزام القوي بحل الدولتين والسلام الشامل وتأكيده على قضايا الحل النهائي ومرجعيات عملية السلام. السلام العادل والشامل وأضاف أن بلاده حريصة على مواصلة دعم الجهود الهادفة إلى تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط. وتابع قائلا: إن التحديات التي تواجهها المنطقة تتطلب من البلدين مضاعفة الجهود نحو التوحد، وتنسيق المواقف، والعمل الدؤوب في سبيل كل ما يحقق مبادئ الشرعية. وكان المبعوث الرئاسي الروسي، سلطانوف قد أطلع الملك عبدالله بن عبدالعزيز خلال لقائه به أمس الأول على الجهود التي تبذلها روسيا إزاء تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة. كما بحث مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، سبل تعزيز العلاقات السعودية الروسية، وناقش معه الجهود الإقليمية والدولية الهادفة إلى إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لحل الصراع العربي الإسرائيلي، على أساس حل الدولتين في إطار السلام الشامل والعادل والدائم في المنطقة، فضلا عن المستجدات على الساحة العراقية والملف النووي الإيراني، وتعزيز الجهود الثنائية لمكافحة الإرهاب. كما تطرقت المباحثات إلى الملف النووي الإيراني. وتسعى روسيا وهي عضو في اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط مع الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى تدعيم المسعى الدبلوماسي في هذه المنطقة.