دعت روسيا بشكل متواصل إلى المحافظة على وحدة أراضي العراق، واستعادته لسيادته بشكل كامل بعد انتهاء التواجد العسكري الأجنبي هناك. جاء ذلك في رسالة تحية بعث بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى المشاركين في مؤتمر القمة العربية المنعقد في العاصمة السورية دمشق. وقال الرئيس الروسي في رسالته التي وزع نصها المكتب الصحفي في الكرملين ليس لدي أي شك في أن الحل النهائي للمشكلة العراقية سيصبح ممكنا فقط من خلال تسوية متكاملة على أساس المصالحة الوطنية والوفاق، والأخذ بعين الاعتبار مصالح كافة الطوائف والمجموعات الاثنية والدينية والقوى السياسية المؤثرة في البلاد. وأعرب الرئيس الروسي عن اعتقاده بأن اللقاء الدولي الجديد حول الشرق الأوسط والذي يمكن عقده بموسكو سيساعد أطراف النزاع العربي - الإسرائيلي في البحث عن حلول للمشكلات القائمة مقبولة من الجانبين. وبعد أن أكد الرئيس على أن التسوية الشاملة والعادلة للنزاع العربي - الإسرائيلي كانت وتبقى المفتاح لتطبيع الوضع في المنطقة، وقال الرئيس بوتين: سيتم تنظيف الطريق أمام السلام الطويل المدى فقط بعد أن تنبذ أطراف الصراع على أرض الواقع وليس شكليا استخدام القوة والإملاء، وعندما تعتمد كأساس للعمل معايير الشرعية الدولية المعترف بها بما في ذلك مبادرة السلام العربية وبعد أن يجلس الفرقاء وراء طاولة المفاوضات بحثا عن حلول للمشكلات القائمة ترضي الطرفين. وأضاف الرئيس قوله أشدد على أن روسيا وكما في السابق ستعمل بجد ونشاط لتحقيق هذه المسائل بما في ذلك الإعداد للقاء دولي جديد حول الشرق الأوسط، يمكن عقده في موسكو. ومن المهام الآنية الملحة جدا في الوقت الراهن - المحافظة على سيادة والاستقلال السياسي ووحدة أراضي لبنان الذي يجب حمايته من أي تدخل أجنبي. ولا شك في أن تخطي الخلافات السياسية الداخلية ضمن الإطار الدستوري، وعن طريق الحوار الصابر، والبحث عن خطوط تقاطع وطنية عامة، سيكون لصالح ليس فقط لبنان بل ومنطقة الشرق الأوسط عموما. وانطلاقا من ذلك نعرب عن دعمنا للمبادرة الصادرة عن منظمتكم المحترمة بخصوص التسوية اللبنانية. وإحدى المهمات الأولوية تعتبر مهمة ضمان الأمن والاستقرار في منطقة الخليج الاستراتيجية الهامة. وسيساعد على ذلك بذل الجهود المشتركة من قبل كل الأطراف المعنية لصالح حل المشكلات التي تواجه المنطقة، وصياغة إجراءات لنشر الثقة بما في ذلك فيما يخص البرنامج النووي الإيراني. وروسيا كما تعلمون طرحت رؤية مجددة للأمن الإقليمي التي يمكن أن تعتبر، كما يبدو لنا، في المستقبل جزءا من بناء الشرق الأوسط بالكامل بعد الانتهاء من مرحلة النزاعات. وفي الختام أود أن أشير إلى أن تطوير تعاون روسيا مع الدول الأعضاء في منظمتكم المؤثرة يبقى احدى أولوياتنا وسيبقى يستجيب لمصلحة ضمان السلام والأمن ويساعد على العمل في حل المشكلات الحادة في المنطقة". وقد تلا رسالة الرئيس بوتين في القمة مبعوثه الخاص إلى منطقة الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية الروسي الكسندر سلطانوف.