طالب أستاذ علم النفس في كلية الملك فهد الأمنية والمنسق في قسم المناصحة في وزارة الشؤون الإسلامية الدكتور تركي بن محمد العطيان الدعاة باختيار الوقت والمكان المناسبين لإلقاء المواعظ الدينية، وخاصة في مقاهي تجمع الشباب. وانتقد العطيان الدعاة الذين يلقون المواعظ في أماكن تجمعات الشباب في المقاهي، مظنة أنهم بعيدون عن الدين، مشيرا إلى أنهم حضروا للمقاهي للترويح عن النفس وتسليتها هربا من ضغوط الحياة والعمل، موضحا أن الوعظ في هذه غير مناسب لأن الداعية لن يستطيع توصيل دعوته، لأن مرتاديها غير مهيئين لذلك، فالأغلبية ستتلقى الموعظة بشكل سلبي، والقلة تقبلها بشكل سلبي. ومع أن الدكتور العطيان لم يمانع من إلقاء المواعظ في قاعات الأفراح، فإنه يطالب الدعاة بأن تكون خفيفة ومناسبة للحدث، وليس كما يفعله بعض الدعاة بأن يجعلها بشكل مكثف فيتململ الحاضرون. وأوضح أنه لا يمكن للجهات المختصة مثل وزارة الداخلية أن تضع في كل مقهى أو صالة أفراح رجال شرطة لمراقبة الوعاظ، لكنه يطالب مالكي هذه الأماكن بالتعاون مع الجهات المختصة في الإبلاغ عن وجود أشخاص يتحدثون بأفكار غير ملائمة، أو تنبيه هؤلاء بشكل مؤدب، مؤكدا وجود التعليمات المشددة لضبط الدعوة وترشيدها، وليس لمنعها كما يظن البعض. وأكد العطيان أن دعاة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد يسيرون وفق ضوابط محددة لا يمكن تجاوزها، وتحاسب بشدة من يتجاوز تلك الضوابط، خاصة أنها اختارت دعاتها من المؤهلين علميا وشرعيا وسلوكيا، داعيا لمنع من لا يملك تصريح رسمي من الدولة، حتى يغلق الباب على دعاة الفتنة والتشدد والإرهاب، والمصطادون في الماء العكر. وطالب الدعاة المخالفون بالوقوف عند حدهم، خاصة ممن يقوم بالوعظ منفردا في الأماكن العامة، مشيرا إلى ظهور بعض الدعاة غير المؤهلين في التعامل مع الناس ممن يحملون فكرا متشددا أو متطرفا، مؤكدا ضرورة منع الدعاة المنفردين غير التابعين لجهة رسمية، لأنهم قد يزرعون الاحتقان بين الشباب، فتتفجر الأفكار المضللة، وتسبب خطرا على أمن واستقرار البلد، وتساهم في تشويه صورة الإسلام والمسلمين في العالم.