تختلف طريقة الاحتفال في الأعراس وتتنوع مناشطها خصوصا في فصل الصيف الذي بات موسما أساسيا يقصده المقدمون على الزواج لإقامة حفلات زواجهم، إلا أن الملاحظ في بعض الأعراس كثرة إلقاء المواعظ والخطب بشكل يفقدها نكهتها ويحولها إلى مأتم مع أن الغاية من حفلات الأعراس إظهار الفرح. فما الرؤية الشرعية لذلك؟ وهل يعتبر إلقاء المواعظ في الأعراس أمرا ضروريا. «عكاظ» استطلعت آراء الشرعيين والكتاب حول هذه القضية في السطور التالية: ظاهرة إيجابية الدكتور علي بادحدح عضو هيئة التدريس في جامعة الملك عبد العزيز: «لا يملك داعية أو واعظ حق التطفل على الأعراس وإلقاء الكلمات والمواعظ دون إذن من أولياء العرس أو المناسبة، وقد جرت العادة أن تكون هذه الموعظة قصيرة وخفيفة، وأحيانا وفي حالات قليلة قد يكون هناك نوع من الإطالة، ولكن تبقى حالات نادرة لا يعتد بها. فالموعظة وتذكير الناس لا يقتصران على زمان ومكان، ووجود هؤلاء الوعاظ في الأعراس أو المناسبات يعد ظاهرة إيجابية، ودليلا على خيرية المجتمع، وعلى الواعظ ألا يكتفي بإلقاء مواعظة في المسجد، بل عليه أن يصل لأماكن الناس». قبول بشروط الدكتور تركي العطيان أستاذ علم النفس المشارك في كلية الملك فهد الأمنية والمنسق لقسم المناصحة في وزارة الشؤون الإسلامية والمستشار غير المتفرغ في وزارة الداخلية: «الأفراح مكان لإظهار السرور وليس من المعقول أن يدخل فيه وعظ بشكل مكثف؛ ولكن يمكن أن تلقى موعظة خفيفة ومناسبة للحدث وقصيرة حتى لا يتململ الحاضرون؛ لذا يجب على هؤلاء الوعاظ والدعاة أن يختاروا الوقت والمكان المناسبين لإلقاء مواعظهم، ولهم في منهج الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة إيجابية حينما كان يتصيد الفرص المناسبة في الأوقات المناسبة لإلقاء موعظته حتى يجد لكلامه صدى، وهو الرسول الأكرم الذي لا ينطق عن الهوى فكيف بنا نحن البشر». رفض قاطع الشيخ سعيد القرني إمام وخطيب مسجد الملك سعود في جدة: «إن لكل مقام مقالا، ومن الصعوبة والخطورة والخطأ أن يقوم الواعظ بإلقاء موعظته في أماكن غير ملائمة؛ لأنها ليست أماكن للوعظ والإرشاد، وهؤلاء الوعاظ اجتهدوا وأخطأوا في الاجتهاد؛ لأنهم قد يتعرضون للإساءة والأذية، وهذا لا ينبغي في حق الدعاة، لذلك فإنني أنصح بأن يكون الوعظ والإرشاد مقتصرا على المدارس والمساجد والجماعات والمحاضرات حفاظا على هيبة الدعوة والدعاة، أما بالنسبة للأفراح فإنني ضد إلقاء المواعظ فيها؛ لأنها لا تعتبر مكانا ملائما للوعظ في وقت إظهار الفرح والسرور». تنسيق مسبق الدكتور علي المالكي (داعية): «ظاهرة وجود الدعاة والوعاظ في قصور الأفراح ظاهرة صحية وإيجابية؛ لأنه غالبا ما يتم التنسيق مع هؤلاء الدعاة والوعاظ من قبل أولياء العرس، وغالبا ما تكون هذه المواعظ متنوعة ومفيدة وخفيفة بحيث يتقبلها جميع الحاضرين».