تكثف الجهات المعنية اجتماعاتها هذه الأيام استعدادا لانطلاقة مهرجان الحريد السنوي في جازان بداية أبريل (نيسان) المقبل. وبين وكيل إمارة منطقة جازان الدكتور عبدالله السويد أن الجهات المنظمة تضع اللمسات الأخيرة لانطلاق المهرجان، لافتا إلى أنه عقدت العديد من الاجتماعات بهذا الخصوص، وشكلت العديد من اللجان الخاصة بالمهرجان الذي يعد تظاهرة سنوية. وتعود التسمية العلمية للحريد «سمك الببغاء» إلى شكل الفم الخارجي، وتنوع الألوان الجميلة التي يظهر بها هذا النوع من الأسماك، وتعتبر مناطق الحريد البحري هي المناطق التي يعيش فيها الحريد ويتكاثر ويحصل على غذائه. ويعيش الحريد في مجموعات تتجول في الحيد البحري، وتتكون عادة من ذكر مسيطر وعدد من الأنثيات، حيث لا يتردد الذكر في خوض معارك مستمرة من أجل الحفاظ على مجموعته، وفي حال موت الذكر تقوم أنثى في المجموعة بتغيير لونها لتصبح كلون الذكر، ومن ثم تمر بعدة مراحل لتتحول من أنثى إلى ذكر مسيطر، ويجتمع الحريد بشكل كبير وعلى شكل مجموعات ضخمة قد يزيد فيها عد الأسماك عن 1000سمكة في المجموعة الواحدة، ويكون كرات ضخمة ويجتمع بالقرب من الشاطئ فيما يشبه الانتحار الجماعي، ويحدث ذلك عادة في يوم واحد من السنة وعادة في نهايات شهر مارس وأول أبريل من كل عام . ولدى أهل فرسان عادات ضاربة في القدم تتعلق بهذا اليوم الذي يحتفل فيه أهل الجزيرة وينشدون الأهازيج ويؤدون الرقصات الشعبية، حيث إن لهذا اليوم أهمية كبيرة في الثقافة الفرسانية. ويكتشف صيادو الجزيرة اقتراب موعد مجيء الحريد برائحة مميزة تنبعث من الشاطئ وتبدأ الرائحة بعد مغرب شمس اليوم ال 15 من الشهر القمري، الذي يوافق نهاية مارس وبداية أبريل من كل عام. ويقول باحثون عن هذه الرائحة: إنها لبيض الشعاب المرجانية الملساء، حيث تطلق الشعاب المرجانية بيضها دفعة واحدة في ليلة من السنة، ويبدأ المهرجان قبل صلاة الفجر، حيث كان الفرسانيون يتجهون بجمالهم ودوابهم في يوم واحد من السنة إلى المنطقة السنوية لتجمع الحريد.