غيرت بعض من الأسر محدودة ومتوسطة الدخل في المملكة، سواء كانت سعودية أو مقيمة، تحت وطأة الظروف الاقتصادية وارتفاع أسعار كثير من السلع، سياساتها الشرائية التي اعتادتها على مدى سنوات إلى التبضع من محال البضائع المخفضة التي عادة ما يطلق عليها اسم أسواق «أبو ريالين». وانتهجت تلك الأسر سياسات شرائية تعتمد التوفير في سلوكها الشرائي، خصوصا في المواد الاستهلاكية، التي لا ضرر من استخدام الرخيص منها. وانعكس هذا التحرك على حركة المتاجر المنزلية التي توفر الكماليات ومواد التنظيف والأواني المنزلية، بل وحتى الملابس والأدوات المدرسية وكافة ما يحتاجه البيت والأسرة بأسعار مناسبة لا تكاد تتجاوز الريالات، ما أتاح لهذه المحال البسيطة القدرة على منافسة أكبر المراكز التجارية والماركات العالمية. وانتشرت فروع تلك المحال في كافة مناطق المملكة وبعضها تمتلك فرعين أو أكثر في المدينة الواحدة، ما يبرهن على نجاح هذه التجارة التي اكتسحت السوق وحطمت الأسعار وجذبت المستهلكين إليها. وتقول المستهلكة (أم خالد): أنا زبونة دائمة لهذا المحل بعد أن ارتفعت أسعار كثير من السلع على مدى العامين الماضيين، لأنني أجد في تلك المحال كل ما احتاجه للبيت ولأبنائي وبأسعار لا تصدق. وقد وفرت تلك المحال على الأسر بنودا كثيرة في المصاريف اليومية والمدرسية وملابس الأطفال، حتى الطلبات التي تريدها الخادمة كمواد التنظيف والصابون وأدوات الغسيل اشتريها بكميات كبيرة وبخمسة ريالات فقط، ما يوفر كثيرا في المصروف اليومي. ويعزو جمال سيف (صاحب متجر لبيع المواد المنزلية بخمسة ريالات) أسباب رخص الأسعار في تلك المحال ومناسبتها لعامة الناس إلى «أنه يوفر البضائع بأسعار مخفضة من التجار، إضافة إلى مصنعه الذي يقوم عليه المشروع كله، خصوصا أن بعض البضائع ومواد التنظيف المنزلية يصنعها في المعمل الخاص لديه، ولقي المشروع نجاحا كبيرا وإقبالا شديدا من كافة الأسر المقيمة والسعودية على حد سواء، ومن كافة الفئات لأنه يوفر كل ما يحتاجونه بأسعار منافسة للسوق، فالشباب يتكتلون على أدوات الكمبيوتر والسديهات وأفلام الفيديو والدي في دي، وكل هذا بخمسة ريالات فقط، والنساء يتنافسن على الملابس وأدوات الزينة والساعات والعطور التي تساوي مئات الريالات في المحال الأخرى، وتزدحم محال أبو ريالين في مواسم الأعياد عادة، وفي رمضان وبداية الدراسة، الأمر الذي يضاعف مدخولها في تلك المواسم ويزيد الأرباح.