لا أدري إلى متى سيظل العالم الأوروبي والغربي عموما يستخف بالإسلام والمسلمين ونحن لا نقف تجاههم وقفة الغيورين على دينهم، بل وكرامتهم؟! ولا أدري إلى متى سيظل هذا العالم المتغطرس المتعصب، بل والمتطرف يتمادى في غيه، فيهدم المآذن، ويدمر المساجد، بل ويمنع المسلمات من الحفاظ على هويتهن، في الوقت الذي لم يفلح على مدى قرون طويلة في إخراج اليهود من «الجيتو» اليهودي دول الغرب، بنفس الحجة الواهية التي يزعمونها، ألا وهي عدم اندماج المسلمين في المجتمعات التي يعيشون فيها؟! فمن المضحكات المبكيات، وفي سابقة لم تحدث قط في أحلك العصور، تعرض السلطات الروسية بيتا من بيوت الله تعالى في أرضه للبيع بالمزاد العلني، بسبب عدم دفع الضرائب المستحقة على هذا المسجد. في مدينة «ينجني نوف فجورد» تم عرض مسجد «رشيدة» للبيع بسعر حددته الحكومة وقدره (602) مليون روبل، أي ما يعادل 20.4 مليون دولار. وقد بني هذا المسجد سنة 1989 على يدي رجل أعمال روسي يدعى فايز جليمانوف، الذي سماه مسجد رشيدة على اسم والدته، وقد ظل المسجد ضمن ممتلكات شركته التي أشهرت إفلاسها، مما عرض المسجد للبيع ضمن ممتلكاته. والمسجد يعد من أكبر مساجد روسيا، شيد على شكل ثلاث زهرات، لكل منها خمس أوراق، ويضم في داخله متحفا ومكتبة وناديا ومركزا ثقافيا ومركزا صحيا. يأتي هذا التصرف المستهجن الغريب من قبل الحكومة الروسية في الوقت الذي تقيم فيه دول العالم الإسلامي علاقات وثيقة معها، تجارية وسياسية وثقافية، الأمر الذي يعد لطمة على وجوه قادة هذه الدول، وطعنة في قلوب أكثر من مليار مسلم، انشغلوا بصراعات فيما بينهم، في الوقت الذي تستولي فيه إسرائيل على مقدساتهم وتسعى جاهدة لهدمها ومحوها من الوجود، وتعرض فيه دولة مثل روسيا بيتا من بيوت الله تعالى للبيع، إمعانا في الاستهزاء بمليار مسلم. عموما، هناك عدة حلول للخروج من هذه المعضلة، أولها: أن تستحي الحكومة الروسية وتقيم وزنا للمشاعر الدينية للمسلمين، أو على الأقل تحترم تلك الدول التي تقيم معها علاقات وثيقة في مختلف ربوع العالم، وتصدر قرارا بمنع هذا البيع. وثانيها: أن تتم إثارة هذه القضية عالميا باعتبار دور العبادة، وإن بناها أفراد، إلا أنها في الواقع ملك لجمهور المسلمين في مواقعها، وأن تضغط الدول الإسلامية التي تقيم علاقات وطيدة مع روسيا لوقف هذه المهزلة. وثالثها: أن يتحرك أصحاب «القلوب الرحيمة» والعقائد الراسخة، والجيوب المنتفخة بالأموال، والأرصدة البنكية المكتظة بالمليارات ويشتروا هذا المسجد ويجعلوه وقفا لله تعالى. إن الولاياتالمتحدة «الراعي الرسمي لحقوق الإنسان» والأمم المتحدة التابعة لها بكل هيئاتها، تمارس ضغوطها على دول عربية عديدة من أجل إطلاق حرية بناء الكنائس فيها، ومع هذا لم تتحرك هذه الجهات المعنية حتى من باب ذر الرماد في العيون، وتستنكر هذا التصرف المشين للحكومة الروسية، والذي يعكس مدى كراهية الغرب للإسلام والمسلمين. والحقيقة التي ينبغي أن نعيها جيدا هي أننا قد أصبحنا كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم كغثاء السيل، فقد هنا على الآخرين، عندما أصبحنا شيعا وأحزابا، نقتتل لأتفه الأسباب، بل وتطمع كل دولة في جارتها، وأخشى ما أخشاه أن تشهد المرحلة القادمة بيع المسلمين أنفسهم كرقيق، في بلاد الغرب. تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسرا وإذا افترقن تكسرت آحادا.. أفلا تعقلون؟!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 177 مسافة ثم الرسالة