أكثر الردود التي أثارت بداخلي تعاطفا وحزنا في آن واحد، تلك الردود التي وصلتني على الإيميل وآخر على ال «SMS» عن مقال «الرسول تزوج عائشة وعمرها 19 عاما»، وكانت عبارة عن جملة واحدة قد تختلف بعضها عن بعض بالصياغة لكنها تحمل فكرة واحدة. تقول تلك الجملة التي تبناها البعض: «أسأل الله إن كنت تريد الحق أن ينصرك، وإن كنت تريد الباطل أن يدمرك ويهينك». هذه الجملة تكشف لنا عن أشخاص على مستوى الوعي هم لا يقبلون فكرة أن يتم تزويج طفلة لرجل كبير، ويعتقدون أنه ظلم وانتهاك لإنسانيتها، فهي أي الطفلة لن تفهم ما سيحدث لها من ذاك الرجل الذي سيعريها ذاك المساء قبل أن يغتصب طفولتها. ومؤمنون بأن هذا المشهد الأول للطفلة سيترك شرخا كبيرا في حياتها، ولن تكون مثل باقي النساء حين تبلغ سن الرشد، وستستمر حالة الرعب الأولى تطاردها دائما وتخيفها، وربما لن تشعر بتلك المتعة التي يعرفها الأزواج. على مستوى المقدس والذي عادة ما يؤسس قبل وعي الإنسان كما يقول التربويون، تم تلقين أولئك الطيبين فرضية أن يكون زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من عائشة وعمرها 9 سنوات، على أنها حقيقة مقدسة لا يمكن المساس بها، لأن المساس بها يعني المساس بعقيدتك، وحين تختل عقيدتك هذا يعني أنك ستذهب إلى النار وبئس المصير. بين الوعي واللاوعي تتجلى حيرة الإنسان، فتجده يدعو لك بالشيء ونقيضه، بأن ينصرك الله أو يدمرك، ينصرك لأنه مقتنع بعدم تقبل فكرة زواج الأطفال، ويدمرك لأنه يخاف من النار إن ذهب مع فكرتك وترك الفكرة المقدسة التي وضعوها بداخله قبل أن يعي. لهذا قلت: إني متعاطف وحزين على أولئك الطيبين الذين تم تخويفهم منذ الصغر وبشكل مستمر بألا يقربوا الدين، وأن يتركوه لمن هم أدرى وأعلم، والأدرى هم أولئك الذين يقدمون أنفسهم على أنه لا يمكن للإنسان فهم الدين إلا من خلالهم هم فقط. كتب لي أحد القراء يحذرني من مغبة أن أتحدث بالدين، مع أنه ديني أيضا الذي سأحاسب عليه يوم القيامة، فكيف أترك ما سأحاسب عليه للآخرين، ليفكروا ويقرروا عني، ثم حين أذهب لهناك لن يقبل تبريري إن قلت إني وجدت آبائي على هذا فاتبعتهم، لأن الإجابة النهائية ستكون ألم يهبك الله عقلا، إذن لماذا تخليت عنه؟. أخيرا.. أود أن أسأل أولئك الذين يخوفون الناس من الاقتراب من الدين، وأن عليهم ألا يأخذوا الدين إلا ممن نصبوا أنفسهم للحديث عنه، هل يمتعكم صناعة عقول لم تعد قادرة على تحديد ما الصواب وما الخطأ، لهذا يدعون لك وعليك في آن واحد؟ S_ [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة