حسب تقرير محرك البحث الأشهر على الإنترنت «جوجل» لعام 2008 كانت المسلسلات التركية وأخبار الفنانات أكثر المواضيع التي بحث عنها السعوديون على الإنترنت، وحسب تقرير 2009 فأكثر المواضيع التي بحث عنها السعوديون؛ لعبة ترافيان وهي لعبة حياة محاكية خيالية ثم الطرب وصحيفة إثارة الكترونية والكرة وموقع التبادل الاجتماعي فيسبوك، والمواضيع التي تزايد بحثهم عنها؛ «حرب القبائل» وباب الحارة وستار أكاديمي وفضائح، فماذا يخبرنا هذا عن المجتمع السعودي؟ يخبرنا أن الشباب هم أغلب مستخدمي الإنترنت فهذا نمط الاهتمامات الشبابية، ويخبرنا أن اهتماماتهم باتت تشبه اهتمامات الشباب الغربي، لكن مع فارق جذري ومخز للعرب بالنسبة لتنوع المحتوى العربي والغربي على الإنترنت، فصحيح أن للمستخدم الغربي ذات الاهتمامات الهامشية التي للعرب، لكن المستخدم الغربي أيضا صنع قواعد معلومات عظيمة للأبحاث العلمية والمواضيع الثقافية والمعرفية، بحيث باتت هناك جنة معرفية وعلمية على المواقع الغربية، وفي المقابل حاول أن تبحث عن نظير لها على المواقع العربية وستحزن على حال أمة «اقرأ» غير إضاءة يتيمة تتمثل في الكتب التراثية، واللوم هنا لا يقع على الفرد العادي إنما على أساتذة الجامعات والشخصيات والهيئات العلمية والثقافية العربية، فأين مواقعهم وإنتاجهم؟ وللأسف الفضائيات العربية المتأمركة التي آلت على نفسها أمركة العالم العربي نقلت صورة منقوصة عن الغربيين كما ولو أن كل حياتهم المواعدات الغرامية والتقدم لبرامج الرقص والغناء، فالإنسان الغربي الذي وصل للفضاء الخارجي وصور المجرات وصنع الحضارة الصناعية والتكنولوجية التي نتمتع بها، بل وحتى المعمارية فجميع الصروح المعمارية الحديثة التي يتباهى بها العرب بناها لهم مهندسون غربيون، جزء من نمط حياة الإنسان الغربي حضور النشاطات الثقافية كالمعارض الفنية والمتاحف ومحاضرات العلماء والكتاب والدورات التطويرية وورش العمل الخاصة بتنمية الذات وقراءة الكتب والنشاطات التطوعية والنشاطات المتعلقة بدعم قضايا يؤمن بها، فحركة «التضامن مع الفلسطينيين» تتكون غالبا من شباب غربي يأتي لمناطق المعاناة الفلسطينية ويشارك بمظاهرات الفلسطينيين ويخيم في بيوتهم المهددة بالهدم من قبل الإسرائيليين كالأمريكية راشيل كوري-21سنة-التي قتلت-2003م-أثناء محاولتها التصدي لجرافة إسرائيلية أرادت هدم بيت فلسطيني فتعمد سائق الجرافة دهسها، والشباب الذي يتظاهر دفاعا عن حقوق الدول النامية والبيئة ضد اجتماعات الهيئات العولمية الاقتصادية هم شباب غربي، وللأسف نرى في المقابل فقرا صادما في اهتمامات الشباب العربي يعكس خللا أكثر عمقا، فبينما من المعتاد والمتوقع من الأثرياء الغربيين التبرع للنشاطات الخيرية والثقافية وللجامعات ومعاهد الأبحاث الطبية كبيل جيتس صاحب مايكروسوفت الذي لديه منظمته الخاصة بالنشاطات الخيرية ومايكل جاكسون الذي دخل موسوعة جينس للأرقام القياسية باعتباره الشخص الشهير الأكثر تبرعا للأعمال الخيرية، إذ تبرع بحوالي نصف مليار دولار وانشأ منظمته الخاصة للأعمال الخيرية، في المقابل كيف الحال لدينا؟! للأسف قائمة أثرى أثرياء العالم عامرة بالأسماء العربية، لكن قائمة أكثر المتبرعين ليس فيها اسم عربي واحد! فالإنسان لدينا ينشأ على أفق ضيق قائم على الفردية والانعزالية والسطحية والمحدودية في مجالات الاهتمامات ويبقى طوال حياته على هذا النمط. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة