اختلاف الرأي سنة كونية أرادها الله سبحانه وتعالى لخير البشرية لا لشقائها. قال تعالى: «ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين» ما الذي اتفق عليه البشر؟ الإجابة: لا شيء. وهناك كثير ممن يتضايقون من الخلاف ومبدأ الرأي والرأي والرأي الآخر، وقد يحمل على عزيز لديه فقط لمجرد الاختلاف معه في الرأي حول قضية تحتمل أكثر من رأي. الحل أن ننظر إلى الاختلاف من منظور إيجابي ونستخدمه لرقينا وتقدمنا لا العكس، فلو تحلينا وأنا أول الناس بأدب الحوار وأدب الاختلاف لوجدنا أن الاختلاف نعمة كبرى وليس نقمة كما يعتقد البعض، هذا شريطة أن يكون هذا الاختلاف اختلافا منهجيا وليس اختلاف مصالح. فالاختلاف المنهجي يثري الحوار ويصقل ويثقف المختلفين في الرأي إذا ما التزموا كما قلنا بأدب الحوار وأدب الاختلاف. أما اختلاف المصالح والعياذ بالله فهو اختلاف أعمى يؤدي بأطرافه إلى الهلاك. ولأن الكلام يذهب بعضه أقول: فلننظر إلى الخلاف بيننا، إن كان منهجيا فأهلا به ونحاول أن نستثمره لصالحنا جميعا، أما إن كانت المصالح تقوده والرأي يبنى على المصلحة الشخصية وخلاف ذلك من مصادر لاقيمة لها فلنبتعد عنه ولا نتركه يفرق بيننا. الاختلاف سنة كونية، هو لمن استثمره وتفاعل معه وتقبله واحتواه أداة بناء العلاقات الإنسانية لا هدم كما يتصور البعض. سعيد بن هندي السلمي الكامل