في الوقت الذي يحتفي الآخرون بمبدعينا خارج الوطن وهم يحصدون الجوائز العربية والإقليمية يظل المبدع مرتابا وقلقا اجتماعيا بسبب الحملات الجاهلة التي تشن عليه تحت ذريعة الفضيلة ومحاربة الفساد الأخلاقي، فها هو الروائي الجميل عبده خال يحتفى به في المحافل العربية والصحف العالمية لفوزه بجائزة البوكر العربية عن روايته (ترمي بشرر)، في الوقت الذي مازال أعداء الجمال وخصوم الفكر يرمون هذا المبدع وغيره بشرر كلامهم التافه واتهاماتهم الفارغة، ويزعمون سحب روايته من معرض الكتاب، علما بأنها نفدت كما صرح المتحدث الرسمي لوزارة الثقافة والإعلام عبدالرحمن الهزاع، وأكد أن نسخا جديدة ستتوفر نظرا لحجم الإقبال من قبل القراء لقراءة المنجز الكتابي الإبداعي وليس لطبعات الكتب المكررة والمستهلكة كل عام. إن تجاهل أو محاربة مبدعي الوطن يؤسس لخيبات عميقة في الذات ويخلق جوا محبطا يقتل دفق الأنامل الدافئة، وتجليات العقل الإبداعي. قبل أيام حصل الشاعر ياسر مطلق العتيبي على المركز الثالث في مسابقة الشارقة في دورتها الثالثة عشرة للإبداع الأدبي عن مجموعته الشعرية (حياة ممكنة)، ولم ينشر أي خبر عنه في أي صحيفة باستثناء «عكاظ»، على حسب متابعتي ومتابعة الصديق ياسر، وقبلها حصلت رواية محمود تراوري (ميمونة) على المركز الثاني في دورتها الخامسة، كما حصلت ليلى الجهني على المركز الأول لرواية (الفردوس اليباب) في دورة سابقة، ومنصور العتيق لصالح مجموعته القصصية (آخر الأخبار السيئة)، وفي الدورة الماضية حصل القاص ماجد الثبيتي على المركز الأول في مجال القصة القصيرة، ومع ذلك لانجد الإهتمام الإعلامي بهؤلاء المبدعين سوى بعض الأخبار المتناثرة هنا وهناك، والتي تأتي بإيعاز أو توصيات الأصدقاء. والمؤمل عليه بعد افتتاح القناة الثقافية هو أن تقوم بهذا الدور الوطني الذي يبرز الوجه المشرق لثقافتنا المحلية، وذلك بتكريم المبدعين في شتى المجالات الثقافية، ونقل كافة الفعاليات والأنشطة التى تعنى بالشأن الثقافي. وقد سرني ذات مساء أن أشاهد على هذه القناة نقلا لمحاضرة الدكتور سعيد السريحي، التي كان يتحدث فيها عن تجربة الشاعر الكبير محمد الثبيتي شفاه الله وعافاه في نادي حائل الأدبي، مثل هذا النقل حتى وإن كان مسجلا وممنتجا، يشعرنا أننا نعيش عهدا إعلاميا جميلا في حضرة وزير متنور وعصري يقود الثقافة والأدب ليخرجها من عزلتها المحزنة إلى فضاءاتها الخلاقة والمبهجة. في السابق كان الكثير من المهتمين يتمنون مشاهدة أمسيات الجنادرية الشعرية مثلا، والآن هاهي القناة الثقافية تنفض غبار السنوات الماضية عن كل هذه الفعاليات لتعيد إذاعتها؛ لتقول للعالم: هذه ثقافة الصحراء والأرياف والقرى التي أنتجت جيلا من المبدعين وحصدت عدة جوائز عربية وعالمية ويكفي. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 244 مسافة ثم الرسالة