اتخذ طلاب من مختلف المناطق التعليمية فن الرسم وسيلة لمواجهة قضايا العنف ضدهم، في وقت تصاعدت فيه وتيرة هذه القضايا خلال السنوات الخمس الأخيرة ووصلت إلى حد القتل بأيدي الآباء وأولياء الأمور. ووزعت رسومات أطفال من طلاب وطالبات المدارس على حضور الملتقى الثاني للحد من إيذاء الأطفال الذي أقيم أخيرا في مسرح النشاط في إدارة التربية والتعليم في الطائف بحضور محافظ الطائف فهد بن معمر. ولفتت هذه الرسومات انتباه المحاضرين والمهتمين الذين حضروا اللقاء، ورغم براءتها استطاعت هذه الرسومات أن تختصر الأهداف التي نظم من أجلها الملتقى الهدف من خلال كتيب حمل اسم «العنف بريشة الأطفال» وزعته اللجنة الوطنية للطفولة وتضمن أكثر من 17 رسمة. وذكر عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مدير مركز التنمية الأسرية في الأحساء الدكتور خالد الحليبي عددا من أسباب ظاهرة العنف الاقتصادية، والاجتماعية إضافة إلى التصورات الحضارية، إلى جانب عدم العناية بالأطفال وازدياد حالات الطلاق وتفكك الأسرة وضعف الوازع الديني، وكذلك ظاهرة تدخل الخادمات في تربية الأولاد. وأشار إلى أن ظاهرة إيذاء الأطفال عالمية، وعن مدى حجمها قال الحليبي: إن كل الدلائل والدراسات ومراكز الإحصاء في الدوائر الحكومية ذات العلاقة بقضية العنف الأسري في المملكة تشير إلى تزايد ظاهرة إيذاء الأطفال بكل أشكاله، وأظهرت دراسة أن 45 في المائة من الأطفال السعوديين يتعرضون للإيذاء بشكل يومي، وأكثر الفئات تعرضا للإيذاء هم الأيتام وبنسبة 70 في المائة، تليها الأطفال عند انفصال الوالدين 58 في المائة، ويؤكد أن «الزيادة مطردة والأرقام تقفز مع أنها لا تمثل حقيقة الأمر فكثيرا من الحالات لا يتم الإبلاغ عنها».. من جهته كشف مدير عام إدارة التربية والتعليم في الطائف محمد سعيد أبو رأس عن توجه إدارة التوجيه والإرشاد في الإدارة لتوزيع استمارة حصر حالات الإيذاء لكل شهر للسنة الحالية، تبين نوع الإيذاء إذا كان جسديا أو نفسيا أو صحيا أو جنسيا أو إهمالا أو اجتماعيا، مؤكدا حرص إدارة التعليم على القيام بدورها الكامل تجاه فلذات الأكباد. وتبرز قضية الطفلة غصون التي عذبها أبوها وزوجته حتى الموت ولقيا جزاء فعلهما بالقتل تعزيرا كأبرز قضايا عنف الأطفال، وتكررت المأساة مع الطفلة شرعاء التي ماتت على يد والدها وزوجته، وكذلك قضية الطفلة أريج التي قتلت على يد والدها وزوجته الثانية، وقضايا أخرى شغلت الرأي العام في حينها.