كشف مركز رؤية للدراسات الاجتماعية أن العوامل النفسية، تحتل المرتبة الأولى بين الأسباب المؤدية للعنف الأسري، من وجهة نظر مبحوثين في المنطقة الجنوبية، فيما العوامل الجنسية تحل ثانيا، أما البخل فجاء ضمن عوامل المرتبة الثالثة. وحسب المركز، أشار المبحوثون إلى «أسباب نفسية أهمها عدم وجود تفاهم بين الزوجين، شك الزوج في زوجته، شك الزوجة في زوجها، واستبداد الزوج برأيه وضعف شخصية الزوجة». وأوضحت نتائج دراسة ميدانية أجراها مركز رؤية بعنوان «العنف الأسري بين المواجهة والتستر»، وحصلت على نسخة منها «عكاظ» أمس، أن العوامل الجنسية هي ثاني الأسباب المؤدية للعنف الأسري، «وتتمثل في إقامة الزوج علاقات جنسية محرمة، وتحرش الزوج بالخادمة، وسوء التوافق الجنسي بين الزوجين، وتحرش الأبناء بالخادمات، والبرود الجنسي عند الزوجة، ودخول مواقع إلكترونية مشبوهة أخلاقيا». وتأتي العوامل الاقتصادية في المرتبة الثالثة إذ «تتمثل في الإنفاق على إحدى الزوجات وإهمال الأخرى، وهذا ما يعكس عدم العدالة بين الزوجات، تعطل الزوج وتكاسله في البحث عن عمل، بخل الزوج وتقتيره على زوجته وأولاده، وإنفاق الزوج ماله على السفر للخارج وضعف راتب الزوجة أو الابنة أو الأخت». وجاء في المرتبة الرابعة العوامل الدينية، «وتتمثل في سوء فهم العامة للتشريع الإسلامي وبخاصة في المسائل المتعلقة بحق الزوج في ضرب زوجته وتأديبها، وبحقه في القوامة عليها وعلى أولاده واستبداده بهم». وفي هذا الجانب، كشفت نتائج الدراسة عن «استبداد كثير من الأزواج في ممارستهم أشكالا من العنف اللفظي مثل تهديد الزوجة بالطلاق، أو الزواج عليها، وأشكالا أخرى من العنف النفسي بهجرها وإذلالها». وجاءت المرتبة الخامسة والأخيرة من نصيب العوامل الاجتماعية، ومنها «غياب الألفة بين أفراد الأسرة، إدمان الزوج للمخدرات، ضعف العلاقات الاجتماعية في الأسرة، عدم الاتفاق على أسلوب للتربية داخل الأسرة، كثرة خروج الزوجة من المنزل، عدم التكافؤ التعليمي بين الزوجين، وتحيز الأبناء مع الأب ضد الأم». وأوضحت نتائج دراسة مركز رؤية للدراسات الاجتماعية أن ترتيب أشكال العنف الأسري من حيث الانتشار في تقدير قاطني المنطقة الجنوبية هو بالترتيب: العنف اللفظي، العنف الاقتصادي، العنف النفسي، العنف الاجتماعي، العنف الجسدي، العنف بالإهمال، العنف الجنسي، والعنف الصحي. واحتل الزوج الذي يمارس العنف ضد زوجته المرتبة الأولى، في حين تأتي في المرتبة الثانية زوجة الأب التي تمارس العنف ضد أبناء زوجها، بينما يأتي في المرتبة الثالثة الحماة التي تمارس العنف ضد زوجة الأبناء، وفي المرتبة الرابعة والأخيرة الزوجة التي تمارس العنف ضد زوجها. وكشفت نتائج الدراسة أن أول الآثار السلبية الناجمة عن العنف الأسري في المنطقة الجنوبية هو أن تطلب الزوجة الطلاق، حيث أشار إلى ذلك الغالبية العظمى من المبحوثين في المنطقة الجنوبية ونسبتهم 83.7 في المائة. ويأتي ثاني هذه الآثار من وجهة نظر المبحوثين أن العنف يتسبب في أمراض واضطرابات نفسية بنسبة 83.3 في المائة، بينما احتل إحداث عاهة مؤقتة أو دائمة آخر الآثار السلبية من وجهة نظر المبحوثين، إذ أشار إلى ذلك 40.9 في المائة.