خلصت دراسة حديثة إلى أن العوامل النفسية أبرز مسببات العنف الأسري في المنطقة الوسطى تليها العوامل الجنسية فالاقتصادية، وأن الزوج أكثر من يمارس العنف الأسري وذلك ضد زوجته، تليه زوجة الأب ضد الأبناء. وأكدت الدراسة التي حملت عنوان «العنف الأسري بين المواجهة والتستّر» وأجراها باحثون في مركز رؤية للدراسات الاجتماعية على مستوى السعودية، أن عدم وجود تفاهم بين الزوج والزوجة، وشك الزوج في زوجته، وشك الزوجة في زوجها، واستبداد الزوج برأيه، وضعف شخصية الزوجة من أهم العوامل النفسية المؤدية للعنف الأسري من وجهة نظر مبحوثين من المنطقة الوسطى. وأوضحت أن العوامل النفسية تأتي في المرتبة الأولى التي تؤدي إلى العنف الأسري في المنطقة الوسطى تليها العوامل الجنسية مثل إقامة الزوج علاقات جنسية محرمة، وتحرّش الزوج بالخادمة، وسوء التوافق الجنسي بين الزوجين، وتحرّش الأبناء بالخادمات، والبرود الجنسي عند الزوجة، ودخول مواقع الإنترنت المشبوهة. وحلّت العوامل الاقتصادية في المرتبة الثالثة، وتتمثل في الإنفاق على إحدى الزوجات وإهمال الأخرى، وتعطل الزوج وتكاسله في البحث عن عمل وبخل الزوج وتقتيره على زوجته وأولاده، وإنفاق الزوج ماله على السفر للخارج، وضعف راتب الزوجة أو الابنة أو الأخت. أما العوامل الاجتماعية فجاءت في المرتبة الرابعة، مثل غياب الألفة بين أفراد الأسرة، وإدمان الزوج المخدرات، وضعف العلاقات الاجتماعية في الأسرة، وعدم الاتفاق على أسلوب للتربية داخل الأسرة، وكثرة خروج الزوجة من المنزل، وعدم التكافؤ التعليمي بين الزوجين، وتحيّز الأبناء مع الأب ضد الأم. وفي المرتبة الخامسة العوامل الدينية التي تتمثل في سوء فهم العامة للتشريع الإسلامي، خصوصاً في المسائل المتعلقة بحق الزوج في ضرب زوجته وتأديبها، وحقه في القوامة عليها وعلى أولاده واستبداده بهم، إذ كشفت نتائج الدراسة عن استبداد كثير من الأزواج في ممارستهم أشكالاً من العنف اللفظي مثل تهديد الزوجة بالطلاق أو الزواج عليها، وأشكالاً أخرى من العنف النفسي بهجرها وإذلالها. وخلصت الدراسة إلى أن الزوج الذي يمارس العنف ضد زوجته يحتل المرتبة الأولى في العنف الأسري في المنطقة الوسطى، في حين تأتي في المرتبة الثانية زوجة الأب التي تمارس العنف ضد أبناء زوجها، بينما يأتي في المرتبة الثالثة أهل الزوج الذين يمارسون العنف ضد الزوجة، وفي المرتبة الرابعة والأخيرة الأم التي تمارس العنف ضد أبنائها ذكوراً وإناثاً. ولفتت إلى أن ترتيب أشكال العنف الأسري لجهة الانتشار في تقدير قاطني المنطقة الوسطى هو على التوالي: العنف اللفظي – النفسي – الاجتماعي – الاقتصادي – العنف بالإهمال – الجسدي – الجنسي – الصحي. وفي ما يتعلق بالآثار السلبية الناجمة عن العنف الأسري في المنطقة الوسطى، أشارت الدراسة إلى أن الغالبية العظمى من المبحوثين في المنطقة الوسطى ونسبتهم 87.4 في المئة رأوا أن أهم الآثار السلبية الناجمة عن العنف الأسري أن تطلب الزوجة الطلاق، ثم يلي ذلك المبحوثون الذين رأوا أن العنف الأسري يؤدي إلى التسبب في أمراض واضطرابات نفسية ونسبتهم 83.2 في المئة، ثم تعاطي المخدرات هرباً من الواقع كأحد الآثار السلبية الناجمة عن العنف الأسري ونسبتهم 80.3 في المئة، فيما يمثل الانحراف الأخلاقي 78.7 في المئة من المبحوثين، بينما يشير المبحوثون إلى أن القتل والانتقام هما آخر الآثار الناجمة عن العنف الأسري من وجهة نظرهم، إذ أشار إلى ذلك 44.2 في المئة من إجمالي المبحوثين في المنطقة الوسطى. وأرجعت الدراسة انتشار الطلاق في المنطقة الشرقية إلى العنف الأسري. وذكرت أن نحو 79 في المئة ذكروا أن العنف الأسري أول سبب للطلاق، فيما اعتبر 72 في المئة أن الانحراف الأخلاقي سبب ثانٍ، و46 في المئة ذكروا أن عدم قدرة الزوج على الانتظام في عمله يؤدي إلى الطلاق.