كشفت دراسة حديثة للعنف الأسري في المنطقة الشمالية قدمها مركز رؤية للدراسات الاجتماعية أخيراً، أنه تسبب في طلب الزوجة للطلاق بنسبة 81 في المئة، ونجمت عنه أمراض واضطرابات نفسية بنسبة 80.5 في المئةكما أدى إلى حالات «العاهة الموقتة أو الدائمة، والقتل والانتقام» بنسبة 41 في المئة لكل منها. وأوضح باحثون في المركز أن نتائج هذه الدراسة الأحدث والأكبر على مستوى المملكة بعنوان: «العنف الأسري – المظاهر والأسباب والنتائج وطرق المواجهة»، كشفت أن العوامل النفسية هي أول العوامل المؤدية إلى العنف الأسري، مشيرين إلى أن ذلك يتمثل في عدم وجود تفاهم بين الزوج والزوجة، وشك الزوج في زوجته والعكس، واستبداد الزوج برأيه، وضعف شخصية الزوجة. وأشاروا إلى أن العوامل الدينية تأتي في المرتبة الثانية، من ناحية سوء فهم العامة للتشريع الإسلامي، خصوصاً المسائل المتعلقة بضرب الزوجة وتأديبها وحق الرجل في القوامة، لافتين إلى استبداد كثير من الأزواج وممارستهم أشكالاً من العنف اللفظي والنفسي، مثل تهديد الزوجة بالطلاق والزواج عليها أو هجرها وإذلالها. وبيّنوا أن المرتبة الثالثة للعوامل الاقتصادية، وتتمثل في الإنفاق على إحدى الزوجات وإهمال الأخرى، وتعطل الزوج وتكاسله في البحث عن عمل، وبخل الزوج وتقتيره على زوجته وأولاده، وإنفاق المال في السفر إلى الخارج، وضعف راتب المرأة، فيما تأتي العوامل الجنسية في المرتبة الرابعة، مثل إقامة الزوج علاقات جنسية محرمة، وتحرش الزوج بالخادمة، وسوء التوافق الجنسي بين الزوجين، وتحرش الأبناء بالخادمات، والبرود الجنسي عند الزوجة، ودخول مواقع الإنترنت المشبوهة. وفي ما يخص العوامل الاجتماعية، فإنها جاءت في المرتبة الخامسة والأخيرة، إذ تتمثل في غياب الألفة بين أفراد الأسرة، وإدمان الزوج المخدرات، وضعف العلاقات الاجتماعية في الأسرة، وعدم الاتفاق على أسلوب للتربية داخل الأسرة، وكثرة خروج الزوجة من المنزل، وعدم التكافؤ التعليمي بين الزوجين، وتحيز الأبناء مع الأب ضد الأم. إلى ذلك، نوهت الدراسة إلى أن المرتبة الأولى في ممارسة العنف الأسري في المنطقة الشمالية يحتلها الزوج الذي يعنّف زوجته، فيما تأتي زوجة الأب التي تمارس العنف ضد أبناء زوجها في المرتبة الثانية، بينما المرتبة الثالثة للحماة التي تمارس العنف ضد زوجات الأبناء، وفي المرتبة الرابعة والأخيرة الأم التي تمارس العنف ضد أبنائها ذكوراً وإناثاً، مضيفة أن ترتيب شيوع أشكال العنف الأسري يبدأ باللفظي فالاقتصادي فالاجتماعي فالنفسي فالجسدي، ثم العنف بالإهمال الجنسي والصحي. يذكر أن الدراسة غطت جميع مناطق المملكة، وتألف المبحوثون من فئات عدة، وكانت مفردات الدراسة2040 مفردة، منها 1900 من المترددين والمترددات على مراكز الرعاية الصحية الأولية، و50 من الخبراء والخبيرات عن طريق المقابلة، و90 من ضحايا العنف من الجنسين من مختلف الفئات العمرية.