أعيش في وسط أسرة رائعة والكل يحبني ويتمنى لي الخير، وأبلغ من العمر 16عاما، ومشكلتي في عدم التوافق نفسيا واجتماعيا في بعض الأحيان، فأنا أشعر أنني غير موفقة في أي شيء أميل إليه، فالرسم والعزف استمتع بهما ومع ذلك أجيد ممارستهما، وهذا يشعرني بالنقص وأنني غير محظوظة، ولا تتوقف معاناتي عند هذا الحد، بل أجد صعوبة في تحديد أهدافي أو حتى طموحي، وأساسا أنا ليس لي طموح حتى الآن، والسبب أني لا أجيد أي شيء مع أني مجتهدة في المدرسة، وحتى شخصيتي اجتماعية ومحبوبة من الجميع، ولكن عندما أرى أختي تنشغل في تصميم لوحاتها وأختي الأخرى في إكمال دراستها، والثالثة في الخياطة، وأخي في ممارسة الكرة والآخر في الاهتمام بدروس الهندسة، حينها أشعر بالأسى على نفسي وأنني كائن لا وجود له في الحياة، وأشعر أنني لا استحق هذه الحياة وأن الموت أفضل لي. ابنتك: حنان مشكلتك يا ابنتي أنك بحثت عما ليس موجود بين يديك وأهملت ما تملكينه، فأنت زهدت بما بين يديك ولم تستطيعي رؤيته، عودي إلى رسالتك وستجدين فيها ضالتك، فأنت تقولين أنك متميزة في دراستك، ومجتهدة، إضافة إلى ما تحظين به من قبول اجتماعي، لماذا لا تركزين على هاتين الصفتين لتطويرهما؟ ولماذا أنت مصرة أن تكوني مثل أختك الرسامة أو الخياطة أو مثل أخيك لاعب الكرة أو ذلك المتميز بالهندسة؟ لماذا يجب أن يكون أحدنا نسخة من غيره؟ ولماذا لا يكون نسخة متميزة من ذاته؟ أنت تحبين الناس والناس يحبونك أيضا بدليل ما تحظين به من قبول اجتماعي، لماذا لا تكوني عضوة فاعلة في تنظيم المناسبات الاجتماعية في المدرسة والمنزل والحي؟ لماذا لا تركزين جهودك على مساعدة بعض العاملين في قطاع الجمعيات الخيرية مثلا، وبخاصة تلك المهتمة بالأيتام أو الأرامل أو كبار السن، ابحثي عما يجعلك متميزة عن غيرك وتوقفي عن البحث عن نسخة مكررة من أخواتك أو إخوانك.