حازت «عكاظ» قصب السبق باستحواذها على تفاصيل جديدة ودقيقة حول عملية القبض على المطلوب الأمني أحمد قطيم الهذلي، الذي أوقفته قوى الأمن في محافظة ينبع منطقة المدينةالمنورة في 12 من فبراير الماضي. وتكتنف التفاصيل أن الهذلي، المدرج في قائمة ال 85 مطلوبا أمنيا، التي كانت وزارة الداخلية قد أعلنتها في الثاني من فبراير 2009م، كان قد وصل إلى ينبع قادما من المدينةالمنورة قبل ليلة واحدة من القبض عليه برفقة زوجته وأطفاله الأربعة، مستقلين سيارة أجرة أوصلتهم إلى حيث قبض عليه بعد قطع مسافة 250 كيلومترا وعمد إلى نصب خيمة على كورنيش ينبع الشمالي، فيما وضع أسرته في شقق الأحلام السكنية المجاورة للكورنيش، في وقت كانت فيه الجهات الأمنية المختصة ترصد تحركاته أولا بأول، بل ومن قبل دخوله محافظة ينبع. استحكمت خطة القبض على الهذلي واتخذت قبل وقت صلاة الجمعة لحظة تنفيذ، بينما كان نائما داخل مسجد صغير وسط الكورنيش حيث أيقظه رجال الأمن واقتادوه بهدوء إلى خيمته المنصوبة، للبحث فيها عن مستلزمات تخص المطلوب، إذ عثرت في حوزته على أجهزة كمبيوتر وشرائح مختلفة، وعدد من أجهزة الجوال، وكل تلك الخطوات لازمها الانصياع التام لإرشادات رجال الأمن، فلم يبد المطلوب مقاومة تذكر. وتذهب المصادر إلى إثبات أن الهذلي استخدم زوجته وأطفاله غطاء للتمويه على رجال الأمن، كما هو دأب عناصر تنظيم القاعدة عندما يتنقلون من مكان إلى أمكنة أخرى، مشيرة إلى أن أجهزة الأمن تعاملت مع حالة أحد أطفال الهذلي الصحية على نحو إنساني راق، حين نقلته فورا إلى أحد المستشفيات القريبة من الكورنيش ليتلقى العلاج اللازم. وعلمت «عكاظ» أن المطلوب عاش حالة صمت مطبق، ولم ينبس ببنت شفة في الأيام الأولى التي تلت القبض عليه، ونقله من ينبع إلى جدة تحت حراسة أمنية مشددة بعد نحو خمسة أيام من سقوطه، توطئة لاستكمال التحقيقات. وكانت «عكاظ» قد انفردت، الخميس 18 فبراير الماضي، بنشر تفاصيل القبض على الهذلي في خيمة نصبها على كورنيش ينبع، الأمر الذي تأكد أخيرا، في الوقت الذي أجمعت فيه الصحف الأخرى على أن مسرح عملية القبض عليه كان داخل غرفة فندق في مدينة ينبع. إلى ذلك، ناشدت أسر مطلوبين أمنيا أبناءها، ممن جنحوا، إلى المسارعة بتسليم أنفسهم إلى الجهات الأمنية قبل أن يتورطوا في عمليات إرهابية لا تحمد عقباها، مؤكدة أن من سلموا أنفسهم للسلطات قد استفادوا من إيجابيات تلك المبادرات، أدناها كان جمع شملهم بأسرهم. وقالت والدة المطلوب عدنان الصائغ في اتصال هاتفي مع «عكاظ» أمس: «إنني أناشد ابني عدنان بإعمال العقل والعودة إلى الوطن، وتسليم نفسه إلى الجهات الأمنية قبل أن يورطه تنظيم القاعدة في عملية هنا أو هناك»، مؤكدة أنها تواقة لرؤيته، وأن أطفاله وزوجته مشتاقون إليه كثيرا ويتمنون عودته اليوم قبل الغد.