يصارع سكان قرى الصهاليل العطش للماء العذب في ظل معاناة الحصول عليه منذ عامين، وتضم قرى الوساع والرباعة والخصرة العليا والسفلى وجبرة السفلى والعليا والصباب والجزعة والندى الجنوبي والند الشمالي وقرية العصل؛ وذلك بسبب توقف مشروع السقيا والمشاريع العشوائية، مما اضطر معه معظم المواطنين إلى صهاريج المياه المكلفة التي استنزفت جيوبهم ووصل سعرها لألف ريال. وتقع جبال الصهاليل في الشمال الشرقي من منطقة جازان، والتي تبعد عنها مسافة 150 كم تقريبًا وتتميز هذه الجبال الشاهقة الارتفاع بالطبيعة الخلابة والمدرجات الزراعية ووديانها الجارية ومعالمها الأثرية وأشجارها المعمرة مثل أشجار العرعر والدوم. وتتميز هذه الجبال بأمطارها الموسمية وضبابها الكثيف واعتدال مناخها في فصل الصيف، ومع وجود هذه الميزات لجبال الصهاليل إلى أنها تفتقر للماء وهو من الخدمات الضرورية التي انتظرها السكان، ولا زالوا يحلمون بها لا يوجد بالصهاليل سوى مركز إمارة ومستوصف وبعض المدارس ومطالبهم تتفق بضرورة وجود مخفر للشرطة وبلدية مستقلة ودفاع مدني وهلال أحمر ومحكمة وبريد. موقع المشروع خطأ «المدينة» زارت أهالي قرى الصهاليل، والتقت بعدد من المواطنين، حيث يذكر العم محمد حسن صهلولي بأنه قام بزيارة إدارة المياه بجازان قسم المشاريع، وبلغهم أن موقع البئر الذي اختاره المقاول (علي العتيبي) غير صحيح، وتم حفر 400 متر وسط الوادي. وأضاف: كان رد المياه بجازان لا مانع من إكمال المشروع، ولكن كان العمل دون تخطيط، ودون إشراف المياه وعمل مستنقع بجوار البئر؛ مما تسبب في طمس البئر بالتراب ومجرى السيول، وحرمنا الاستفادة منه، رغم أن عمره يزيد على أربع سنوات من تاريخ هذا البلاغ. توقف المشروع وقال العم صهلولي: نعاني كل المعاناة من شح الماء لا سقيا مثل القرى المجاورة ومشروع مياه، علمًا بأن المشروع كان قبل سنتين وموجود عندنا، ولكن تم إيقافه دون سبب يذكر، وراجعنا المياه عن هذا السبب فكان الجواب هو موقف من الجهات العليا. استنزاف الصهاريج وأضاف: فنحن هنا نشرب مع القردة من مستنقعات الوادي والصهاريج تستنزف منا مبالغ باهظة، إذ وصل سعر الوايت 10 أطنان بقيمة 1000 ريال في بعض القرى القريبة من الوادي 500 إلى 1000 ريال، وننتظر لمدة عشرة أيام حتى يصل السراء إلى الشخص، ونناشد المسؤولين النظر إلى قرى الصهاليل بعين الرحمة. معاناة الطريق ويقول: نطالب الجهات المختصة للطرق في تنفيذ الطريق المعتمد من قبل وزارة الطرق، الذي تسبب في ارتفاع أسعار الماء، وهو الصهاليل - هروب - الضيعة، المعتمد من قبل 12 عامًا، وبالتحديد من عام 1412ه، وقدمنا طلب إلى سمو أمير منطقة جازان، ورفع ذلك إلى الجهات المختصة حينها، وتم اعتماد الطريق، وبلغنا بأن شركة المبطي وشركة السويلم سيقومان بتنفيذه، ولكن لم يتم التنفيذ، ونناشد ولاة الأمر حث مسؤولي الطرق سرعة تنفيذ المشروع. صراع العطش ويقول المواطن حسن شعبان صهلولي: نحن نتساءل عن سبب توقف مشروع السقيا والمياه بمركز الوساع بالصهاليل والرباعة والخصرة العليا والسفلى وجبرة السفلى والعليا والصباب والجزعة والندى الجنوبي والندى الشمالي وقرية العصل، وأن السقيا تصل إلى مركز الوساع ونحن الأهالي نموت من العطش. ويقول: أهالي هذه القرى يحفرون في الوادي للحصول على قطرة ماء، وكذلك بعضهم يستأجرون حنفيات خاصة بأسعار باهظة لجلب الماء من مواقع بعيدة وملوثة تشرب منها الحمير والقردة، ويضيف أعيننا تتكحل بالخزنات ومشاريع المياه ونحن نصارع العطش، وبهذا نقول العدالة ثم العدالة يا وزارة المياه والكهرباء. معاناة الكهرباء ويقول المواطن سالم يحيى صهلولي: إن الماء والكهرباء محجوبة عن قرية الرباعة والوساع دون سبب يذكر لهم، علمًا بأن أعمدة الكهرباء موجودة والعدادات موجودة في فناء كل منزل ولكن دون روح الكهرباء، ونحن جاهزون لسداد رسوم الاشتراك والطرق موقوفة عن هذه القرى تصل إلى مدخل قرية السرب وبعدها ينقطع الطريق. الحرمان من الخدمات ويضيف المواطن مفرح الصهلولي وجابر الصهلول بأن هذه القرية محرومة من أبسط الخدمات التي من حقها أن تحصل عليها وهي الماء والكهرباء، ويضيف بأن المشكلة كبيرة، خاصة خلال أيام الصيف، وقال: إن المواطنون يتهافتون على صهاريج المياه التي يستغل أصحابها حاجة السكان لها، فيقومون برفع الأسعار بين الحين والآخر؛ مما يؤثر سلبًا في ذوي الدخل المحدود. ويضيفا: تم الاتصال على مدير المياه بجازان المهندس حمزة قناعي، فذكر بأنه يرغب أن يكون الاستفسار عن طريق الفاكس، وتم إرساله على الفاكس قبل 45 يومًا، ولكن لم يتم الرد حتى الآن. خطاب المياه من جانبه ذكر رئيس مركز الصهاليل مقعد بن محمد السبيعي بأنه خاطب المياه بجازان بخصوص السقيا، فتم الرد عليه بأنه المشروع سوف يطرح في الخطة الجديدة، ولكن دون جدوى.