عندما كنت في الجامعة كان الطلاب يعرفون جميع الأساتذة القابلين للارتشاء، وكان الأستاذ المرتشي هو وحده من يظن ألا أحد يعرف سره، فقد كان الطلاب يتبادلون المعلومات حول أساتذتهم .. نقاط ضعفهم ونقاط قوتهم وتكتيكات التعامل معهم ومن ضمنها قابلية الارتشاء وقيمته! كانت الرشوة تختلف وتتدرج باختلاف مستوى الراشي والمرتشي .. من تذكرة سفر إلى مكيف إلى ثلاجة إلى مبلغ نقدي وقد يصل الأمر إلى سيارة، والنتيجة كانت النجاح المضمون بلا أي مجهود! صحيح أن المرتشين كانوا قلة والطلاب المتعاملين معهم بالرشوة كانوا قلة أيضا إلا أن الرشوة لم تكن أمرا خفيا أو مفاجئا في الوسط الجامعي، لذلك لا يفاجئني أن تعلن جامعة الملك سعود عن كشف أستاذ جامعي سبق وأن أدين في قضية رشوة قبل خمس سنوات في الكلية التقنية في المدينةالمنورة، ولكن يفاجئني أن تعتبر المسألة وكأنها حالة فريدة أو دخيلة على الجامعة! لتفتش كل جامعة في فنائها الخلفي وستجد أنها تعج بأمثال هذا الأستاذ الجامعي الفاسد وطلابه المفسدين، اسألوا الطلاب وستجدون أنهم يملكون قوائم بأسماء كل الأساتذة الفاسدين .. فالفساد علاقة تقوم بين طرفين منتفعين على حساب حقوق الآخرين وهي هنا بين أستاذ وطالب فاسدين على حساب أستاذ مؤمن برسالته الأكاديمية وطالب مؤمن برسالته العلمية، والضحية هو المجتمع الذي سيتلقف خريجا فارغا وهشا سيحتاج للفساد في كل مراحل حياته المهنية كعكاز يساعده على الوقوف على قدميه. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة