عبّر وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة عن تفاؤله بنجاح معرض الرياض للكتاب 2010 م الذي يفتتح اليوم، بمشاركة أكثر من 600 دار نشر من 30 دولة، ويستمر لمدة 10 أيام. ويتضمن برامج ثقافية وأمسيات وحوارات وندوات كثيرة، متأملا أن يتيح المعرض في السنة القادمة 2011م مساحة للناشر الإلكتروني وسط هذا الكم الكبير من دور النشر. وقال الوزير خوجة للصحافيين عقب وقوفه ميدانيا على الترتيبات النهائية لافتتاح المعرض البارحة: «إن السوق السعودي وسقف الحرية والأجواء المهيأة للناشرين في معرض الرياض الدولي للكتاب 2010م أتاحت مشاركة عدد كبير منهم في هذا العام». مضيفا: «أتوقع أن يكون معرض الكتاب كما تعود الزوار والقراء وجميع طالبي المعرفة ودور النشر والمشاركين». وعد وزير الثقافة والإعلام مشاركة مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني لتدعيم مفهوم الحوار فرصة طيبة يلتقي فيها المثقفون في المعرض من مختلف الأعمار، مشيرا إلى أن التحاور ظاهرة صحية تعزز ما دعا إليه خادم الحرمين الشريفين في نشر ثقافة الحوار. وأكد الوزير خوجة أن خادم الحرمين الشريفين يقف وراء كل حركة فكرية وثقافية ويبذل جهودا لكل ما فيه مصلحة الفكر والثقافة للوطن بمختلف مؤسساته التعليمية والثقافية. مشيرا إلى أن المعرض منتدى حقيقي للفكر والتجمع الثقافي وحدث اقتصادي واجتماعي وثقافي وعرس وطني. وقال ل «عكاظ» حول أحداث قضية إحراق نادي الجوف الأدبي : «إن الجهات الأمنية مازالت تباشر التحقيق وأنها مع الإمارة تتولى الموضوع، مضيفا: «لا أريد أن أسبق الأحداث وبعد أن ينتهي التحقيق ومباشرة الجهات المختصة سنرى من كان وراء الحدث، والجهات تقوم بواجبها». موضحا حماية الدولة كل المؤسسات والأفراد بما فيها المؤسسات الثقافية. مشاركة السنغال ويشهد المعرض في دورته هذا العام مشاركة السنغال (ضيف شرف المعرض)، التي تقدم جملة من الندوات والمحاضرات عن مساهمة السنغال في الحضارة العربية والإسلامية، والتنوع الثقافي في السنغال وفنونها الشعبية، والأدب العربي السنغالي، وتعرض عبر جناحها في المعرض كتبا ومخطوطات مكتوبة باللغة العربية. وعبر سفير السنغال لدى المملكة محمد دود لو عن فخره باختيار السنغال ثالث دولة بعد اليابان والبرازيل ضيف شرف لمعرض الكتاب، مثمنا تقدير المملكة لدولته فيما يتعلق بالثقافات، وخروج الثقافة السنغالية من حدودها حتى وصلت إلى المملكة، التي لها مكانة خاصة في نفوس المسلمين، مدللا على عمق الروابط والعلاقات الثنائية التي تربط المملكة والسنغال. برامج ولقاءات ويتضمن المعرض برامج ثقافية متنوعة تتسم بالشمولية منها: لقاءان مفتوحان مع وزير الثقافة والإعلام، ومسؤولي مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وندوة عن المنتديات الثقافية في المملكة، وإسهاماتها المتميزة في دعم مسيرة التنمية الثقافية السعودية، وندوة الثقافة العلمية ودورها في التنمية الوطنية، وأخرى عن الأطباء الأدباء والأدب في حياتهم، وندوة عن الكتاب السعودي بين المؤلف والناشر والقارئ، وأخرى عن الكتاب المترجم وقضاياه. الاعتدال والتسامح وأوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الإعلامية المشرف العام على المعرض الدكتور عبد الله الجاسر «أن البرنامج الثقافي لهذا العام يتضمن أمسية عن الحوار الوطني في المملكة ودوره في تعزيز مفاهيم الوسطية والاعتدال والتسامح، وهو مسار يرعاه بكل عناية واهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أسس منطلقات لثقافة الحوار في هذه البلاد مرتكزاتها الوسطية والاعتدال، والتفكير الناقد، واحترام الرأي والرأي الآخر». ونوه إلى أن البرنامج الثقافي للمعرض ساهم في إعداده وتكوينه أكثر من 60 باحثة وباحثا من مختلف مناطق المملكة، عبر لجنة متخصصة كونت لهذا الغرض. المعيار الرقابي وأكد الجاسر «أن المعيار الرقابي الذي اتبعته الوزارة لم يكن على الإطلاق اجتهادا فرديا أو مزاجيا، إنما وفق خط واضح وثابت، وضعه متخصصون من الباحثين والمفكرين المتعاونين مع المعرض هذا العام». ورأى «أن إشاعة الثقافة بين أفراد المجتمع، والتواصل مع الثقافات الأخرى السبيل لكسر احتكار الثقافة، وبعدها عن فئة نخبوية معينة، لأن الثقافة جهد يشارك فيه كل مثقفة ومثقف في هذه البلاد». الدور المشاركة وأشار وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد للإعلام الداخلي مدير معرض الرياض الدولي للكتاب الدكتور عبد العزيز العقيل إلى «أن أكثر الدور المشاركة هي: مصر، لبنان، سورية، والأردن، وعدد من الدول العربية الأخرى، كذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية، بريطانيا، فرنسا، السويد، قبرص، ألمانيا، الهند، اليابان، تركيا، وإيران». وأفاد العقيل أنه «روعي في قبول مشاركة دور النشر معايير عدة منها عدد الإصدارات، وتاريخ الإصدار، والموضوعات والتخصص ومكانة الدار في الوسط الثقافي». تواقيع الكتب ومن شروط تواقيع الكتب لهذا العام، أنه لن يكون في مقدور أي مؤلف التوقيع على كتبه عشوائيا، حيث وضعت إدارة المعرض ثلاثة شروط لتوقيع الكتب هي: أن يكون الكتاب أو المؤلف من إصدار حديث، ولن يتم السماح للتوقيع على الإصدارات القديمة، والموافقة على التوقيع من قبل اللجنة المشكلة برئاسة وكيل الوزارة المشرف العام على المعرض الدكتور عبد الله الجاسر، وأن يكون الكتاب مفسوحا من قبل وزارة الثقافة والإعلام. مواعيد المعرض ويشرع المعرض أبوابه للجمهور بدءا من صباح غد في الساعة العاشرة إلى العاشرة ليلا، حيث ستكون الفترة الصباحية والمسائية للجميع، ما عدا الفترة المسائية أيام الجمعة والأحد والثلاثاء، فستكون للرجال فقط. كما أن الأنشطة الثقافية تعقد على فترتين؛ الأولى بعد المغرب (السادسة والنصف مساء)، والثانية بعد العشاء (الثامنة والنصف مساء).