.. يبدو أن العصر الحديث بتقنياته كان نعمة على الجميع، فيه تطورت وسائل الاتصال والنقل، وتقدمت مجالات العلاج الطبي، وازدادت ثقافة الإنسان بمحيطه، وتعددت فرص العمل في أماكن كثيرة، وحققت الصناعات في شتى مجالاتها قفزة هائلة. إلا أن هناك شريحة لا يمكن تجاهلها من المجتمع أي مجتمع تعاني الأمرين من هذا العصر الحديث، الذي يعتبر لعنة عليها، وبالذات في عالمنا العربي. هؤلاء هم المرضى أو المعتلون نفسيا. ففي أزمنة سابقة، عندما لم تكن مدننا وقرانا مكتظة إلى هذا الحد، وعدد السيارات في شوارعنا محدود، ووسائل الخطر محدودة أيضا، كان المرضى أو المعتلون نفسيا يهيمون في الشوارع، ويعبثون مع الحياة والأطفال، يتلقون الأذى، ويرسمون الشغب، ويكتبون في الشوارع سيرة حياتهم وعذاباتهم. ولكن بعد أن تغير الزمن، وتطورت الأشياء، وأصبح كل شيء باتجاه الأفضل، رغم أن هذه الأفضلية نسبية، انقلب الوضع على هؤلاء، وأصبحت حياتهم تسير باتجاه الأسوأ، أصبحوا ضحية للتقدم والتطور، فكل شيء تطور إلا طريقة التعامل معهم، فلم يتركوا في الشوارع، ولم تجهز لهم المستشفيات والمراكز اللائقة، ولم يتم علاجهم، فقط منعوا من الحركة، وقيدوا بالسلاسل، وعاشوا حياة الهوان، فأي تطور هذا الذي لا يرحم هؤلاء. أي حياة هذه التي نعيشها وهم يعيشون حياتهم الذليلة.. أي زمن هذا؟!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة