يبدأ متضررو كارثة سيول جدة استلام تعويضاتهم اليوم، وتبدأ معها خطواتهم في صرف هذه التعويضات وفق مشاريع ظلوا يفكرون فيها خلال الفترة التي فصلت بين التوجيه الملكي الكريم بصرف التعويضات لهم وتنفيذ هذه التوجيهات، وهي ليست بالفترة الطويلة إذا ما نظرنا إلى ما تم فيها من حصر للمتضررين وتقدير لحجم الضرر وفرز لمن تضرروا فعلا عمن ادعوا التضرر ثم اتخاذ الإجراءات النظامية لبدء الصرف. الفترة ليست طويلة لاعتماد صرف تلك التعويضات غير أنها فترة كافية لكي يفكر المستفيدون من تلك التعويضات في أوجه صرفها، وإذا كان كثير منهم سوف يستهلكها في ترميم منزله الذي دهمه السيل أو شراء سيارة بديلة لتلك التي جرفها السيل كذلك، فإن آخرين سيجدون في هذه التعويضات فرصة للبدء في مشاريع استثمارية قد تكون بسيطة غير أن بإمكانها أن تشكل عائدا لهم وضمانا لمستقبلهم، خاصة أن كثيرا من هؤلاء المتضررين ينتمون إلى شريحة متواضعة الدخل أجبرتهم ظروفهم على السكن في الأحياء العشوائية أو بناء مساكنهم في مخططات تقع في مجاري السيول. التعويضات التي سوف تصرف لأصحاب المنازل المتضررة والسيارات التالفة سوف تستنفدها عمليات ترميم المنازل أو شراء سيارات بديلة، غير أن التعويضات لذوي المتوفين في كارثة جدة هي التي بإمكانها أن تشكل نواة للمشاريع الاستثمارية، خاصة للأسر التي فقدت من يعولها في كارثة السيول، وهو ما ينبغي أن يحرص عليه من سيتولون رعاية تلك الأسر. ما ينبغي على أمانة جدة ووزارة الزراعة أن تسارع الجهتان لتنفيذ المشاريع الكفيلة بحماية هذه المنازل والأحياء من السيول المقبلة؛ لكي لا تتعرض هذه الأحياء والمنازل لكوارث جديدة تضيع معها المبالغ التي تم صرفها عليها، وتعرض أهلها لخسائر تتجاوز الممتلكات إلى الأنفس كذلك. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبدأ بالرمز 212 مسافة ثم الرسالة