من جانب تباينت ردود فعل الشرعيات والداعيات حيال الاتهامات الموجهة إليهن ففي حين صادقت أستاذة الفقه وأصوله في جامعة أم القرى الداعية الدكتورة نور قاروت على اتهامات الفتيات مبينة أن السبب الرئيسي وراء صدقية هذه الاتهامات هو عدم الاهتمام بالمرأة الداعية من الجانب التأهيلي، موضحة أن كثيرين من الدعاة الشباب نجحوا في لفت الأنظار من خلال تأهيل أنفسهم وتطوير أدواتهم حتى باتوا أكثر طلبا من النساء وتأثيرا في المجتمع من أمثال المشايخ سلمان العودة وعائض القرني ومحمد العريفي وعمرو خالد وأحمد الشقيري وغيرهم. ولفتت قاروت إلى أن المرأة في مجتمعاتنا محملة بأعباء كثيرة لاتعينها على تطوير نفسها بدءا من المشاغل الأسرية مرورا بالوظيفية إذا كانت تعمل في حقل التدريس وخلافه، وانتهاء بالواجبات الاجتماعية مما يجعل مسألة التطوير معطلة. وتساءلت قاروت: كيف نطلب من امرأة محملة بكل هذه الأعباء أن تطور خطابها الدعوي فهي لاتملك أي وقت لذلك ؟! وأوضحت قاروت أن هذا الزمان تغير فأصبحت الفتيات بحاجة لخطاب ديني متطور يلائم المرحلة ويلبي احتياجاتهن حتى تتقبل الفتاة ذلك الخطاب، واستشهدت قاروت بعزوف الفتيات عن حضور المحاضرات التي أصبحت حكرا على النساء الكبار والطاعنات في السن. وطالبت قاروت الداعيات بإيلاء تطوير أنفسهن من جميع النواحي ومحاولة الموازنة بين مشاغلهن والدعوة حتى يستطعن جذب الفتيات بخطاب يثيرهن ويحتويهن ويلائم مراحلهن العمرية. وفي المقابل اعتبرت عضو هيئة التدريس في كلية التربية في قسم الحديث في الرياض الداعية الدكتورة الجوهرة المبارك أن هناك مبالغة من الفتيات في الاتهامات الواردة واتخاذ لغة تعميمية، مبينة أن الداعيات يختلفن في طريقة أدائهن وقبولهم لدى الفتيات، وشككت المبارك في النتيجة التي آلت إلى ذلك في الاستبيان المنشور معللة ذلك بأن معظم من شاركن فيه ربما يكونون ممن لايحضرن في الأصل المناشط الدعوية النسائية. وامتدحت المبارك الداعيات واصفة إياهن بالمبدعات في مجالهن وقالت: «الكثير من الداعيات طورن أسلوبهن بشكل كبير ويجدن ترحيبا كبيرا من وسط الفتيات»، واستدلت على ذلك بالحضور الكبير لفئة الفتيات في المحاضرات التي تقام في المدارس والكليات والمجمعات النسائية، وأفادت المبارك أن الغرض من هذه التحقيقات تطوير الدعوة النسائية وأسلوبها وأدواتها وليس الهجوم عليها بشكل قاس وتجريح العاملات فيها، مشددة على أن مهمة الداعيات هي إصلاح المجتمع وتعديل السلوك المعوج لدى الفتيات لضمان حياة أكثر سعادة وراحة لهن سواء قبل الزواج أو بعده. وعلقت على هذه القضية رئيسة تحرير مجلة فتيات الإعلامية إيمان العقيل بقولها: «هناك شعور دائما ينتاب الفتاة بعدم وجود إنسان يشعر بها من الفئة العمرية التي تكبرها سنا»، وأوضحت أن الكثير من المتحدثات يبحثن عن المشكلة أكثر من طرح الحلول، وضربت مثالا على ذلك: «بحمل الفتاة دوما على طاعة أمها وعدم عصيانها من قبل الداعيات دون الدخول إلى عمق المشكلة بين الأمهات والبنات فالطاعة مطلوبة من جهة الفتاة لكن هناك أيضا حقوقا للبنات في رقبة الأمهات منها استخدام اللطافة والأسلوب الجميل». ورفضت تعميم اتهام الفتيات للداعيات، مشيرة إلى أن بعض التهم صحيحة والأخرى بخلاف ذلك وتحمل شيئا من المبالغة والتعميم. وألمحت العقيل إلى أنها من خلال تواصلها مع الفتيات تجد الكثير من الرسائل التي تنتقد أسلوب الداعيات الجاف الذي يميل إلى لغة التوبيخ والزجر والتعنيف، وطالبت العقيل الفتيات بضرورة اختيار الوقت المناسب والأسلوب الجميل والسلس لفتح حوار مباشر مع الداعيات لإيصال مطالب الفتيات إليهن حتى يكون هناك تقبل من الطرف الآخر والعمل على تصحيح هذه الأخطاء.